فتح مخبر دراسات وتحليل السياسات العامة في الجزائر وكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية “الجزائر-3”، نقاشا مستفيضا حول الانتقال الطاقوي في الجزائر، بهدف التتويج بمقترحات عملية تساهم في تسطير وإرساء سياسات طاقوية ناجعة تعتمد على الطاقات المتجددة والنظيفة، من شأنها تجسيد أمن طاقوي حقيقي. شكل الانتقال والأمن الطاقوي جوهر مداخلات العديد من الخبراء والباحثين المشاركين في ملتقى وطني حول “الانتقال الطاقوي في الجزائر..أي آفاق؟”، الذي احتضنته كلية العلوم السياسية لجامعة الجزائر3، حيث افتتح هذا الملتقى الذي تطرق إلى قضايا الساعة المهمة، مدير الجامعة الدكتور رابح شريط، وأكد الدكتور شريط أن للجزائر إمكانيات طاقوية كبيرة وفرت لها موارد مالية لتمويل برامجها المختلفة، غير أنه اعترف في سياق متصل أن هذه الطاقة أسفرت عن مشكلتين، ويتعلق الأمر بالتلوث البيئي، وضرورة الانفتاح على الطاقات النظيفة والمتجددة، بالإضافة إلى الانتقال الطاقوي الأكثر تأثيرا في عالم الاقتصاد. وتحدث الدكتور شريط عن توجه الجزائر للاستثمار في الطاقات النظيفة، مشيرا في نفس المقام إلى أن البحث العلمي يلعب دورا مهما في استغلال الطاقات المتجددة والنظيفة إلى جانب التقليص من أسعارها وكلفتها، وخلص إلى القول إنه إذا كان الأمن الطاقوي رهانا اجتماعيا، فإن البحث العلمي يعتبر رهانا أكبر، كاشفا أنهم حريصون على تعزيزه. بينما تطرق الخبير شمس الدين شيتور إلى ضرورة مواكبة الثورة الكهربائية، على اعتبار أنه في آفاق عام 2035 ستصبح 30 بالمائة من حظيرة السيارات كهربائية، مغتنما الفرصة ليدعو إلى ضرورة تصنيع السيارات الكهربائية، وتناول إلى جانب ذلك مشكل النفايات، وضرورة الانطلاق بسرعة لتجسيد التنمية المستدامة، ومن جهة أخرى توقع الخبير في الطاقة عبد المجيد عطار أن يسجل تراجع محسوس لاستهلاك البترول والفحم في آفاق عام 2035 مقارنة بالطاقات المتجددة، وحذر في حالة عدم تحقيق الانتقال الطاقوي في عام 2050 من مواجهة العديد من المشاكل. في حين الدكتور قسايسية إلياس وقف على الأمن الطاقوي بين تحدي أمن الإمدادات والأمن البيئي، وعكفت خديجة بتقة على تشريح نمو الطلب العالمي على الموارد الطاقوية، وصعود مستهلكين كبار جدد. يذكر أن أشغال هذا الملتقى الطاقوي تتواصل إلى غاية اليوم الخميس، ويتناول فيه الاستثمار الطاقوي ومعوقات تطور الطاقات المتجددة وسبل معالجتها وكذا تتويج هذا الملتقى بتوصيات عملية. الجدير بالإشارة أن هذا الملتقى حرص على تسليط الضوء على رهانات تطوير الطاقات المتجددة، الذي يعد تحديا تكنولوجيا وماليا، وتتطلب مواجهته تظافر جهود جميع الفاعلين، بالإضافة إلى تنويع الحلول الممكنة في إطار التعاون وتبادل الخبرات، من خلال الاستفادة من الشراكة الدولية. ويتوقع أن تشهد الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والكتلة الحيوية وحرارة الأرض، تطورا بطيئا رغم أنها تعد من الموارد المتجددة والنظيفة التي لا تنتج الآثار السلبية، علما أنه سلط الضوء على الظروف الدولية المرتبطة بالموارد الطاقوية ومستقبل هذه الموارد وعلاقاتها بانبعاث غازات الاحتباس الحراري.