قدّم الأديب ومدير الثقافة إدريس بوديبة في «جلسة كاتب وكتاب» إصداره الأدبي الجديد «أنطولوجيا الشعر النسوي»، والذي تحدّث فيه عن إبداعات المرأة عبر مختلف العصور، حيث يعتبر مواصلة لكتابه الأول الصادر عن دار «جسور للنشر والتوزيع». أكّد إدريس بوديبة أنّ «أنطولوجيا الشّعر النّسوي» هي بمثابة إعادة النظر في الإبداع الشعري النسوي العربي، وما تتمتّع به المرأة العربية من دلالات عبقرية، انطلاقا من توظيف امتيازاتها النفسية والبيئية، مشيرا إلى أن هذه الامتيازات مكّنتها من تصدر عالم الأدب عبر عصور عديدة. وقال مدير الثقافة خلال احتفالية بهذا الإصدار بالمكتبة العمومية الرئيسية، بأن هذا العمل الإبداعي هو عرفان لإبداعات الشعر النسوي عبر العصور، والذي تمّ تجاهله في العصور القديمة، ولم يحفظ منه إلا القليل، مشيرا إلى أن الكتاب هو مشروع أدبي حول الشعر النسوي والذي سيتواصل إلى ما بعد العصر الأندلسي. وكشف على أنه بالرغم من وجود عدد معتبر من النساء الشاعرات في مختلف العصور، والتي وردت أشعارهن في بعض المصادر القديمة، إلا أن الشاعرة العربية ظلت مغمورة ولم تحظ بالترويج الذي عرفه الشاعر، مشيرا إلى أنه أراد أن يقدم للقارئ من خلال هذا الكتاب نصوص لشاعرات كان لهن الصدى في عصرهن. وقد سلّط بوذيبة في هذا الإصدار الذي يقع في 490 صفحة، وفي 03 أجزاء الضوء على أكثر من 190 شاعرة عربية، من عصور مختلفة بداية بفترة الجاهلية والعصر الأموي والعباسي وصولا إلى الأندلسي، حيث اجتهد مدير الثقافة لعنابة بجمع سيرهن الذاتية، وظهورهن على الساحة الأدبية، معتمدا على الإبداع الشعري النسوي والتطور الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع على مر العصور. وأشار إدريس بوذيبة إلى أن الإبداع الشعري كان مرتبطا بفحولة الفرسان والرجال، وأنّ الشعر النسوي لم يدوّن منه إلا القليل، مؤكّدا في سياق حديثه إلى أن أهم نص شعري محفوظ هو للشاعرة «ليلى الأخيلية» والتي تنحدر من العصر الأموي، حيث دوّنت لها قصيدة من 70 بيتا. ويعتبر كتاب الأديب إدريس بوديبة، من الكتب التي أثرت المكتبة الأدبية بإصدرارت تسلّط الضوء على الإبداعات النسوية في العصور القديمة، ولا سيما في عالم القافية وبلاغتهن في هذا المجال، ويعتبر «أنطولوجيا الشعر النسوي» سادس كتاب أدبي للكاتب إدريس بوديبة.