تعود غدا الذكرى 48 استرجاع السيادة على مؤسستي الإذاعة والتلفزيون، والإعلام الثقيل يجد نفسه اكثر من أي وقت مضى في مواجهة التحديات التي تفرضها مرحلة الانفتاح وسط الزخم الاعلامي لوسائل الاتصال المرئية والمسموعة عبر العالم، ومنافسة شرسة لا يقبل فيها المتلقي للمنتوج الاعلامي سوى النوعية في اختيار الملفات والمواضيع . هذا التنوع في الخيارات والبرامج المقترحة من القنوات التلفزيونية بصفة خاصة جعلت المشاهد لا يقبل الا بالمادة الاعلامية التي تهتم بطرح انشغالاته وايصال صوته الى الجهات المسؤولة لايجاد الحلول لها. و هنا ياتي دور وسائل الاعلام الثقيلة في التركيز على المشاكل التي يعاني منها المجتمع وفي نفس الوقت تضطلع بمهمة الترويج للسياسات التي تسطرها الدولة في مختلف القطاعات، خاصة تلك التي تظهر اثار تطبيقها بصفة مباشرة على المواطن كالسكن والتشغيل .. ونظرا للدور الكبير للاعلام في المجتمع، فقد ابرزت السياسات الرامية الى اضفاء النجاعة على نظام الاتصال الوطني، ضرورة تأهيل مؤسسات الاعلام العمومية و تطابق دفاتر اعبائها و مهامها مع التحولات الداخلية و الخارجية. وفيما يتعلق بالاذاعة الوطنية فقد افضت الجهود المتواصلة لدعم الاتصال الجواري إلى تطور ملحوظ، مع انشاء 45 اذاعة محلية في انتظار استكمال المحطات الثلاثة المتبقية . و فيما يتعلق بالاعلام الثقيل ولمواجة التحديات المفروضة، سطرت السلطات العمومية برامج لتطويره، من خلال تحسين شبكات البث والارسال للبرامج التلفزيونية والاذاعية وتوسيعها واستكمال انشاء إذاعات محلية. وفي هذا الاطار كان وزير الاتصال ناصر مهل في آخر خرجة له، قد اعتذر للمشاهد الجزائري عن رداءة البرامج في شهر رمضان، مطالبا بضرورة تحسين اداء التلفزيون الجزائري لتقديم خدمة عمومية افضل تستجيب لتطلعات المواطنين المواطنين. و بالنسبة لقطاع الاتصال عموما فان الدولة اعتمدت في سياستها لتطويره رؤية جديدة تاخذ بعين الاعتبار الاستجابة لاحتياجات المواطن لاعلام مفيد وضمان خدمة عمومية مستدامة في سياق تعدد الآراء و تنوع المادة الاعلامية. و من اهم نتائج التطورات التي بلغها قطاع الاتصال، ارتفاع عدد الجرائد والمجلات والاصدارات الاخرى، التي يبلغ عددها الاجمالي حسب التقييم السنوي للقطاع ، 299 اصدارا 4500000 نسخة بما فيها 78 يومية. وسط منافسة شرسة من طرف الإعلام العربي والأجنبي، تطرح ضرورة تحسين تكوين الصحفيين لبلوغ مستوى المهنية التي يرتكز عليها العمل الصحفي . و بالنظر الى مكانة الاعلام في المجتمع فقد خصصت له ميزانية هامة في اطار البرنامج الخماسي 2010-2014، حيث اكد رئيس الجمهورية على الاهمية البالغة التي تولى لهذا القطاع، من خلال التركيز على دور الصحافة الوطنية في التكفل بالمواضيع التي تهم المجتمع كونها وسيلة اعلام تفاعلية كفيلة بالاسهام في حوار مثمر يأخذ بعين الاعتبار الانجازات الكبرى للبلاد و تطلعات المواطن المشروعة .