عائلات تحت وقع الصدمة.. وصور التضامن بصمة جزائرية بإمتياز استيقظ صبيحة أمس سكان البليدة على وقع كارثة سقوط طائرة عسكرية ، من طراز اليوشين اي.ال 76، مخصصة للنقل والإمداد ، مباشرة بعد لحظات اقلاعها من المطار العسكري ببوفاريك، بقلب حقل مزرعة على مقربة من الطريق السيار شرق غرب ، و التي كانت في رحلة باتجاه ولاية تندوف الجنوبية، وعلى متنها أفراد تابعون للجيش الشعبي الوطني ، من بينهم 26 رعية من جمهورية الصحراء الغربية، أسفرت عن حصيلة رسمية أعلنتها الحماية المدنية وأقرتها أرقام وزارة الدفاع الوطني، باستشهاد 257 ضحية، من بينهم 10 أفراد من طاقم الطائرة كما أشارت إليه وزارة الدفاع الوطني. الحادث المأساوي والذي حول صبيحة امس محيط الحادث وجموع الاحياء السكنية في البليدة ، الى جو من الحزن البكاء، زادت فيه غيوم السماء وكأنها بكت وتبكي الضحايا، الذين كانوا في رحلة جوية على متن طائرة من صنع روسي، من طراز اليوشين على الجنوب الغربي ، للعمل و العودة للأهل والأقارب. «الشعب» عاينت موقع الحادث والذي كان مطوقا والطرق المؤدية إليه شبه مغلقة، فيما ظلت سيارات الاسعاف والشرطة العلمية والأمن يتوافدون اليبه لنقل جثامين الضحايا، ولم يكن باليسير الوصول الى قلب الكارثة، للحراسة الأمنية المشددة للغاية. وأفادت شهادات مواطنين عايشوا الحادث ل « الشعب « ، كانوا على مقربة من مكان سقوط الطائرة ، أنهم شاهدوا جسم الطائرة فور إقلاعها يتمايل و ينخفض ، بعد لحظات محسوبة من إقلاع الطائرة من المطار العسكري، وبالضبط في حدود الساعة الثامنة الا 5 دقائق ، لتقع على الأرض من جهة احد أجنحتها وترتطم بها، محدثة صوتا مدويا لتنفجر مخلفة هالة من أعمدة النيران و الدخان الأسود ، سمعها سكان الأحياء والأحواش بالجوار، إلى درجة أن بعضا منهم اعتقد أن هزة زلزالية ضربت المنطقة. توافدت وحدات الإنقاذ الى عنوان الحادث، وظلت سيارات الإسعاف بصفاراتها تشق الطريق السريع في محورها الرابط بين بني مراد و بوفاريك ، فيما خيمت علامات الحزن على الجميع ، بعد اعلان ووصول خبر الكارثة إلى المواطنين . وقبل وصول سيارات الإنقاذ ،سارع سكان الأحياء بالجوار و فلاحون بالحقول بالجوار، وتعاملوا مع كارثة تحطم الطائرة بحس مدني كبير ،وبحكم ان الطائرة لم تبتعد كثيرا عن المنطقة العسكرية ، تدخلت وحدات الجيش الشعبي الوطني على جناح السرعة لإخماد الحريق وانتشال الجثث، مرفوقة بوحدات متخصصة في المجال. وسخرت الحماية المدنية من جهتها ما يزيد عن 50 سيارة إسعاف و30 شاحنة إطفاء و300 عون حماية مدنية ، بالإضافة إلى تجنيد وحدات التدخل للدار البيضاء بالعاصمة، كما كانت كل الوحدات الاستشفائية بالولاية على أهبة الاستعداد لاستقبال الجرحى وإسعافهم. وفي سياق الحادث المؤلم كشفت معلومات أولية أن قائد الطائرة ، جنب سكان أحد الأحياء بالجوار من كارثة حقيقية ، حيث ناور إلى غاية سقوط الطائرة و ابتعاد عن محيط السكان ، لتسقط فوق حقل زراعي ، حيث تعرض احد الفلاحين إلى إصابة تفاوتت في خطورتها ، لتطاير شظية حارقة من الطائرة ، تم تحويله على مستشفى الاستعجالي بالمركز الاستشفائي الجامعي بفرانس فانون وسط البليدة لتلقي العلاج. وزار موقع الحادث إطارات عليا بالدولة و وقوفا على تفاصيل الحادث و قدموا العزاء لذويهم .