فرصة أخرى لتعزيز العمل العربي المشترك وتجاوز الخلافات يلتئم مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، اليوم الأحد بمدينة الدمام بالمنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية في دورته العادية ال29 في ظرف متأزم تشهده المنطقة العربية، يجعل من توحيد الصفوف وتعزيز منظومة العمل العربي المشترك أكثر من ضرورة. وستشارك الجزائر في هذا الاجتماع من خلال رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، الذي سيمثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مرفقا بوزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل. وكانت اللقاءات التحضيرية لهذا الموعد قد شرع فيها الثلاثاء المنصرم بالعاصمة الرياض، من خلال اجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين من أجل تحضير الأرضية لوزراء الشؤون الخارجية العرب، ليجتمع بعدها بالدمام، كبار مسؤولي المجلس الاقتصادي والاجتماعي ، متبوعين برؤساء الدبلوماسية للدول الأعضاء. وكان قد تم إرجاء تاريخ تنظيم هذه القمة إلى أبريل بدل شهر مارس ككل سنة، بالنظر إلى تزامنه مع الانتخابات الرئاسية المصرية، حسب ما كان قد ورد على لسان مسؤولين سعوديين وهو ما يعد ثاني تغيير بعد ذلك الذي شهدته الجهة المنظمة، بناء على طلب قدمته دولة الإمارات للعربية السعودية لاحتضان هذا الحدث بدلا عنها. القضية الفلسطينية، الحاضر الدائم في أجندة المجتمعين العرب ككل مرة وكما جرت عليه العادة، ستتصدر القضية الفلسطينية والمستجدات المرتبطة بها، جدول أعمال هذه القمة التي تعد الأولى التي تعقد بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قراره بنقل سفارة بلاده إلى القدس والاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة للكيان الإسرائيلي، مما اعتبرته الدول العربية تقويضا خطيرا و وأدا لعملية السلام التي توقفت بصفة شبه كلية بعد أن كانت تسير بخطى متعثرة. كما يأتي هذا الموعد أيام قلائل بعد انطلاق شرارة احتجاجات «الغضب» الدامية التي يقودها الشعب الفلسطيني عقب إحيائه ليوم الأرض والتي تحولت إلى مسيرات ضخمة ل»العودة»، الأمر الذي قابلته قوى الاحتلال الإسرائيلي بتصعيد عمليتها العسكرية، وهي كلها عوامل لن يكون بإمكان المجتمعين بالدمام المرور أمامها مرور الكرام. قطر تصنع المفاجأة بمشاركتها في قمة السعودية أكدت قطر مشاركتها في أشغال هذه القمة التي تعتبر أيضا الأولى بعد قرار الحصار و المقاطعة الذي كانت قد تبنته عدة دول عربية في حقها، منذ يونيو المنصرم ، على غرار العربية السعودية إثر اتهامات لقطر حول مساندتها لمنظمات ذات طابع إرهابي.و حتى و إن كان مستوى هذه المشاركة لم يتحدد بعد، إلا أن المؤكد ، هو أن هذه المسألة لن تكون مطروحة خلال قمة الغد على اعتبار أن حلها « سيتم ضمن مجلس التعاون الخليجي»، حسب التصريحات الأخيرة لوزير الشؤون الخارجية السعودي. سوريا، ليبيا و اليمن، ملفات أخرى شائكة على طاولة القمة كما أنه من المقرر أن يحظى الوضع المتأزم السائد بسوريا التي يبقى مقعدها شاغرا بالجامعة العربية منذ سنوات، وهو الأمر الذي يشكل محل اختلاف بين أعضاء الجامعة العربية بالإضافة إلى ليبيا و اليمن، بحصة كبيرة من مناقشات رؤساء وقادة الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى ملفات أخرى لها أهميتها كإصلاح هذه المنظمة، فضلا عن مواضيع أخرى ذات اهتمام مشترك تتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتنموية وغيرها. وستلقى الهجمات التي شنتها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها أمس الجمعة على سوريا وما تشكله من تصعيد عسكري يزيد من تقليص حظوظ التوصل لحل سياسي للمأساة التي يعيشها هذا البلد بظلالها على القمة العربية خاصة و ان مواقف العديد من الدول العربية متباينة بشأن الأزمة السوري