كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف «محمد عيسى»، أمس وضعية المدارس القرآنية التي تعرف فوضى وتأثيرها على المرجعية الدينية، أن التعليم القرآني يعتبر تراثا وسجية اعتاد عليها الشعب الجزائري منذ القدم. فالذي ليس لديه مدرسة قرآنية في بيته وقريته يقوم بفتحها في بيته. ذلك لتعليم أولاده أبجديات القرآن الكريم معتبرا أن هذا التقليد ما يزال معتمدا. وأوضح الوزير أن المشكل لا ينحصر في القانون وإنما في دخول أفكار جديدة تستقطب أبناء الجزائر بعنوان القرآن، ولكن الحقيقة حسب ذات المسؤول تعلم الإيديولوجية وهي الأخيرة التي قادتنا للإرهاب وهي التي قسّمت عديد البلدان العربية على غرار اليمن وسوريا وليبيا، فالإيديولوجية والطائفية هي التي تجعل الناس يحاربون بعضهم. وأشار عيسى، أن الوزارة رفعت إنذار من أجل أن يصطف المجتمع ويعرف أنه لا يمكن أن يرسل أبناءه إلى مدرسة تعلم أبناءه القرآن بالوسطية والاعتدال ويبقى في رحم المجتمع، مؤكدا في ذات السياق أن وزارته تعمل بالتوازي والقوات العمومية لإحصاء هذه المدارس، حيث يبلغ عددها 300 مدرسة أنشئت بعناوين جمعيات لا علاقة لها بالتعليم القرآني، ولهذا يتمّ العمل على استدعائها جميعا قبل نهاية سنة 2018، إما أن تتحوّل إلى مدرسة خادمة للجزائر أو يتمّ مصادرتها ويتم تحويلها إلى سلطة عمومية التي تواصل بمعرفتها تعليم القرآن الكريم بطريقة تخدم مجتمعهم وتقيهم من التطرف. وأشرف المسؤول الأول عن القطاع خلال زيارة عمل وتفقد قادته لعاصمة الشرق الجزائري على افتتاح أشغال الملتقى الدولي الذي جاء تحت عنوان «الإعلام الديني واقع وتحديات» والذي نظّم من طرف الجامعة الإسلامية الأمير عبد القادر ووزارة الشؤون الاجتماعية وذلك إحياءً ليوم العلم 16 أفريل، فضلا عن إشرافه على افتتاح ملتقى نظمته مؤسسة عبد الحميد بن باديس حول الوحدة وطن وأمة في منظور العلامة ابن باديس. وأشاد الوزير على إثرها بأهمية الملتقيين وبدورهما في تحصين المجتمع وتوحيده، معتبرا أن الخطاب الديني الذي لا يخدم الجزائر هو خطاب مغشوش والذي لا يهدف لإسعاد الجزائري في بلاده هو خطاب ديني مغشوش أيضا فالمطلوب هو ذلك يعمل على بثّ الفرح والسعادة في الأسرة والمجتمع والذي يقرّب بين الساكنة ويصنع مجتمعا موحدا، مؤكدا على ضرورة تنظيم مثل هكذا ملتقيات التي تعمل على محاصرة الخطابات الدينية التي توجد بوسائل الإعلام المختلفة التي تنفث الكراهية والتصنيف والإقصاء ويدفع إلى تقسيم المجتمع وتمزيقه. من جهة أخرى، صرّح عيسى عن زيارة وفد يتكون من 05 أئمة يأتون من قارة أمريكا لعدة ولايات من الوطن هذا الشهر، أين سيلتقون بأئمة وشيوخ لمناقشة السبل التي انتهجتها الجزائر في مكافحة التطرّف الديني، كما تأتي الزيارة المرتقبة للأئمة الأمريكيين لزيارة كلا من ولايات قسنطينة وبسكرة ومعسكر وغيرها من الولايات الأخرى، كما ستعقبها زيارات أخرى شهر سبتمبر المقبل ل21 ضابطا ساميا أمريكيا سيقومون بزيارة الجزائر، حيث سيلتقون بنخبة من الأئمة للقيام باستطلاعات ميدانية لعديد المساجد والصروح الدينية، وهي الزيارة التي جاءت حسب الوزير امتدادا للزيارة التي قام بها ضباط سامون أمريكان مؤخرا للوطن قصد نقل خبراتهم، وكذا التعلم والاستفادة من التجربة الجزائرية.