دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، إلى إبراز الرصيد الديني الجزائري ونهجها التاريخي في تعليم وتحفيظ القرآن الكريم وتفسيره، والذي يرقى إلى مستوى تفاسير كبار المشايخ والعلماء المسلمين في العالم، واصفا رصيدنا الوطني بالمرجعية الواجب اعتمادها، وأكد الوزير لدى إشرافه أمس على الملتقى الدولي للتعليم القرآني على أهمية دور المسجد في تعليم القرآن، مشدّدا في السياق على ضرورة العودة إلى مناهج تعليم وحفظ القرأن التي تعتمد على تقنية الرسم على طريقة عثمان بن عفان، بالإضافة إلى الدعوة إلى تعميم تجربة المدرسة القرآنية المتنقلة. وقال الوزير لدى افتتاحه الطبعة الأولى من الملتقى الدولي الأول للتعليم القرآني تحت شعار ملتقى النور للقرآن وأهله بعنوان "المناهج والدراسات الحديثة في تحفيظ وتعليم القرآن الكريم"، والذي حضره والي العاصمة السيد عبد القادر زوخ، وشيوخ وأساتذة يمثلون الجزائر وعدد من الدول العربية والإفريقية، على ضرورة المحافظة على أصالة المساجد التي تعلم وتدارس فيها أجدادنا وعلماؤنا الأجلاء، مؤكدا على أهمية الأخذ بالمناهج الحديثة والبحث فيها من أجل تنظيم الحياة الدينية في الجزائر. وعدد السيد عيسى، أهم وأبرز المفسرين الجزائريين عبر التاريخ، والذين ارتقت كتبهم وتفاسيرهم إلى مستوى العالمية، مشيرا إلى إن المفسرن الجزائريين ينبعون من محراب الجامع الذي اعتبره المدرسة الأساسية في التعليم، وأضاف الوزير أنه ليس غريبا أن يكون للجزائر ملتقاها الدولي للقرآن الكريم. وهي التي كانت ولا زالت في نسق تاريخي عريق في خدمة القرآن التي تواصلت بمبادرة رئيس الجمهورية، في إنشاء مسابقة دولية لحفظ القرآن التي انتقلت إلى العالمية بمتسابقين وحكام ومشايخ من جميع أصقاع العالم. وأضاف الوزير أن الجزائريين ارتبطوا أول ما ارتبطوا بالقرآن الكريم منذ دخول الإسلام، فنشأت حول القرآن الكريم مدرسة كتبها العرب ورسمها الأتراك وفسّرها الفرس وحفظها المغاربة، وفي السياق أكد على الدور المنوط بالأئمة والعلماء والمثقفين ورسالتهم الأساسية بجعل كتاب الله مغيّرا لنفوس المسلمين ولواقع حالهم، وتحويل المد القرآني إلى إشعاع ينير المجتمع بالتربية والتعليم، مضيفا أن الجزائر ستكون بخير مادامت بيوت الله قائمة على المنهاج القرآني. ويعد الملتقى الأول من نوعه المنظم من قبل مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر، بمثابة الفضاء التربوي التكويني على مستوى العاصمة، وسيستفيد المشاركون وعلى مدار ثلاثة أيام كاملة من التجارب السابقة والوسائل الحديثة في مجال التعليم والحفظ، في جو من الدراسة والتكوين بمشاركة مختلف الفاعلين في حقل التعليم القرآني من داخل الوطن وخارجه. وينظم الملتقى الذي سيصبح تقليدا سنويا خاصا بولاية الجزائر، في شكل جلسات بين العلماء ومعلّمي القرآن الكريم يخلص في النهاية بجملة من التوصيات حول الاستفادة من تجارب الدول الإسلامية والوطنية، والخروج بمنهجية لتعليم القرآن يتم رفعها في شكل توصيات واقتراحات للوزارة المعنية. للإشارة تم خلال اللقاء تكريم الشيخ العالم والداعية الموريتاني ممثل ضيوف الجزائر ومشايخها العرب والأفارقة الدكتور محمد ولد الحسين الددو. وذلك بمناسبة يوم العلم.