احدثت وفاة الحجاج الجزائريون بالبقاع المقدسة هذا الموسم ضجة كبيرة في وسائل الإعلام، كون سبب الوفاة كان نتيجة الأمراض المزمنة وليس بسبب التدافع أثناء تأديتهم مناسك الحج، بالرغم من أن كل من وزارتي الشؤون الدينية والأوقاف والصحة أكدتا على أن كل الإجراءات الصحية اللازمة اتخذت لتفادي هفوات العام الماضي. والأخطر من ذلك الخبر الذي تناولته بعض المصادر الطبية بعد وفاة حجاج مصابين بأمراض عقلية، ولهذا السبب فتحت مصالح وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تحقيقا للتأكد من صحة الخبر، أو أن هناك تواطؤ أطباء في منح شهادة طبية مزورة تؤكد السلامة العقلية والبدنية للحجاج المرضى، حسب ما تروجه مصادر طبية. وردا على الانتقادات الموجهة للبعثة الطبية للحج، أكد جمال ولد عباس وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن ما مجموعه 40866 حاجا جزائريا خضعوا للفحص الطبي منهم 12489 تلقوا فحوصات عامة و80 تم نقلهم إلى المستشفيات السعودية، في حين تم تحويل 139 منهم إلى المستشفى المركزي )الفرع المركزي( والفروع الطبية للضواحي و471 وضعوا تحت الرقابة الطبية على مستوى فروع الضواحي حيث أطرهم فريق طبي يتكون من 120 طبيبا منهم 14 امرأة. وأوضح ولد عباس في هذا الإطار، أن غالبية الحجاج الجزائريين الذين توفوا في العربية السعودية البالغ عددهم واحد وعشرن توفوا نتيجة سكتة قلبية وليس بسبب أمراض مزمنة. ونشير هنا إلى التضارب في الأرقام حول العدد الحقيقي للحجاج المتوفين بالبقاع المقدسة. وقال أيضا أن التغطية الصحية بدأت مع وصول الحجاج إلى مطار مدينة جدةوالمدينةالمنورة من خلال وحدات صحية تعمل 24 على 24. كما أن عمل الفريق الطبي قد تواصل عبر نظام يتماشى مع مختلف مراحل الحج. ولم يفوت الوزير الفرصة لتثمين المجهودات التي قدمها الفريق الطبي في ضمان التغطية الصحية للحجاج عن طريق استعمال معدات صغيرة تسمح بالتدخل والتشخيص السريع بصورة استعجاليه مع توفير سبعة سيارات إسعاف وحافلات صغيرة لنقل المرضى من عرفات إلى منى، فضلا عن تسعة أطنان من الأدوية تغطي مجمل الأمراض المحتمل وقوعها. وفي هذا السياق دائما، أشار وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى استقبال 94 حالة بمستشفى البعثة منها 18,10 بالمائة مصابين بأمراض رئوية و12,80 بالمائة لتعقيدات حادة خاصة بمرض السكري ولأمراض عصبية و9,60 بالمائة لحالات استعجاليه خاصة بالإنعاش و8,50 بالمائة لأمراض القلب. زيادة على ذلك، فقد استقبلت المستشفيات السعودية ثمانية وعشرون حالة منها 17,9 بالمائة متعلقة بأمراض القلب و14,30 بالمائة خاصة بجراحة داخلية و10,70 بالمائة لجراحة العظام. واستنادا للوزير، فان رفع النظام الصحي سيتم بشكل تدريجي حسب جدول عودة الحجاج نحو الجزائر، ومن المنتظر أن تكون آخر رحلة من مكة بتاريخ الثامن ديسمبر2010، أما آخر رحلة عودة من المدينة فستكون بتاريخ العاشر من نفس الشهر. وفي مقارنته بنظام هذه السنة مع السنة الماضية، أكد المتحدث أن نظام هذا العام اخذ بعين الاعتبار الصعوبات والاختلالات التي تم تسجيلها خلال موسم الحج السابق، الذي عالج ما لا يقل عن 48074 حاجا منهم 13545 لعلاجات شبه طبية.