تمّ تحديد الثلاثين من شهر ماي تاريخا رسميا لليوم العالمي للتصلب اللويحي المتعدد “سكليروز أومبلاك” لتحسيس المواطنين، وإطلاق حملات توعية لفائدة المرضى المصابين بالداء، وستحمل حملة هذا العام شعار “تقرّب منا أكثر”، وهو موضوع البحوث التي تقرب من شفاء المرض. في هذا الصدد، أوضح البروفيسور سعدي بلويز مصطفى رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأعصاب والفيزيولوجيا العصبية السريرية، أن التصلب اللويحي المتعدد هو مرض التهابي، يمس الجهاز العصبي المركزي “الدماغ، الأعصاب البصرية والنخاع الشوكي”، ويغير هذا المرض انتقال النبض العصبي ويتجلى في أعراض شديدة التباين، من بينها: تخدر في أحد الأطرف، عدم وضوح الرؤية، الشحنات الكهربائية في أحد الأطراف أو في الظهر، واضطراب الحركة، مؤكدا أن هذا المرض يصيب حوالي 2.5 مليون شخص في العالم، و10 آلاف شخص في الجزائر. علما أن هذا مرض المتعلق بالمناعة الذاتية المزمنة وصف لأول مرّة في 1868، من قبل طبيب الأعصاب الفرنسي، جان مارتين شاركو وهو ناتج عن مجموعة من العوامل الجينية والبيئية، غير أنّه لا يزال غير مفسر، وترتفع الإصابة بالمرض مرتين لدى النساء أكثر من الرجال. في بداية 2018 نزل لسوق الدواء دواء جديد للتصلب اللويحي المتعدد، اعتمد في كل من أمريكا وأوروبا وهو دواء “اوكريلزوماب” لمخبر “روش”، فهو الدواء الأول لعلاج الأشكال العنيفة لهذا المرض. وفي الواقع هذا الدواء موجّه لكافة المرضى الذين يعانون من التصلب اللويحي المتعدد، سواء كان هذا في الشكل المتطور، من خلال “أزمات متقطعة” أو الشكل المسمى ب “التقدمي” الأكثر عدوانية. وإلى غاية الآن، يبقى مفعول الأدوية محدودا، حيث يقتصر على كبح “الأزمات الالتهابية” أو الأزمات التي تصاحب تدمير الميلين (حزام عزل الخلايا العصبية في النخاع الشوكي والدماغ)، لكن «Ocrelizumab” يقلّص نسبة الانتكاسات إلى 50 بالمائة و25 بالمائة من الإعاقات في الشكل التدريجي، كما يضمن الدواء أيضا توفير السلامة للمريض وهو إضافة هامة مقارنة للعلاجات الأخرى، التي قد يسبب بعضها تسمّمات دوائية على غرار “التهاب الكبد الفيروسي” أو في حالات أخرى “العدوى الدماغية القاتلة”.