شدّد الأطباء الأخصائيون في معالجة داء التصلب اللويحي، على ضرورة تكوين الأطباء العامون للتكفل الأفضل بالمرضى، وتوفير الأدوية المبتكرة المتوفرة بالدول المجاورة مع استحداث سجل وطني، مؤكدين أن التشخيص المبكر يساهم في العلاج الفعال ويجنب الإصابة بالشلل، بحيث يوجد حوالي 15 ألف مصاب بهذا الداء. أوضح رئيس الجمعية الوطنية لطب الأعصاب والفيزيولوجيا العصبية السريرية البروفيسور، سعدي بلويز، في ندوة صحفية بفندق الأوراسي أن التصلب اللويحي المتعدد كان في الماضي يعد مرضا تنكيسيا، أي أنه لم يكن هناك وسيلة لتخفيف المرض، أما نهاية 1990 وبداية 2000 أصبح هناك تقدم في معالجة المرض والتكفل الأفضل بالمصابين، فتحول إلى مرض التهابي، بحكم توفر عدد كبير من المصالح تتكفل بعلاج المرضى، مثل مصلحة الأمراض العصبية بكل من العاصمة، بتيزي وزو، وهران وقسنطينة، وكذا وسائل التشخيص عن طريق التصوير الطبي لمعرفة مدى تطور الالتهاب، ومعرفة وضعية المريض إن تحسنت أم لا. بالإضافة إلى التكوين المستمر للأطباء المختصين في الداء، مضيفا أن الجمعية حاليا بصدد تكوين أطباء في الأمراض العصبية للتكفل الجيد بهذا المرض، وبحسبه فإن كل الأدوية المبتكرة غير متوفرة بالجزائر، لكن توجد أدوية تعمل على تخفيف المرض وتفادي الشلل. فيما يتعلق بالجزائر، أكد البرفيسور سعدي أنه، يوجد حوالي 15 ألف مصاب بمرض التصلب اللويحي المتعدد، مشيرا إلى أن القيام بالتشخيص المبكر يمكن أن يقلل من حدة المرض ويتفادى الشلل، لأنه توجد أدوية، لكن الأدوية التي ظهرت مؤخرا غير متوفرة في الجزائر، قائلا: “نحن نسعى لدى الوصاية لتوفير هذه الأدوية في الجزائر، لا يوجد عدد كبير من المرضى الذين وصلوا إلى مرحلة الشلل، بفضل التكفل الجيد”. علما أن التصلب اللويحي المتعدد هو مرض التهابي، يمس الجهاز العصبي المركزي “الدماغ، الأعصاب البصرية والنخاع الشوكي”. من جهته، دعا البروفسور إسماعيل داودي، من الإدارات والوزارة المعنية مساعدتهم على توفير الأدوية لعلاج مرض التصلب اللويحي، قائلا:« نرغب في أن تكون هذه الأدوية المتوفرة بالبلدان المجاورة، في الجزائر لتطوير التكفل بمرضى التصلب اللويحي في الجزائر، في العشر سنوات قمنا بعمل جبار فيما يخص هذا المرضى في مجال التشخيص”، مضيفا أنه توجد أدوية نافعة لهذا المرض في الجزائر لكن في بعض الحالات يجب توفير أدوية ذات فعالية أكثر للتقليل من سرعة تطور المرض”، بحيث يوجد في الجزائر ما بين 15 و20 ألف مصاب بالتصلب اللويحي على مستوى 13 مؤسسة طبية عبر الوطن. في هذا السياق، أوضح البروفيسور داودي أن هذا الداء هو مشكلة صحية عامة كبرى، وأن التشخيص المبكر يساهم في العلاج المبكر والتكفل الأفضل بالمرضى، لأن الفرد أمام عدو هو الشلل، مشيرا إلى أن هذا الداء يمس مجتمع شاب ما بين 20 و40 سنة ينشطون في المجال الاجتماعي المهني، ولديهم مشاريع في الحياة، كما يمكن أن يصيب فئة الأطفال من 10 إلى 15 ٪، لكن هذا نادر، وبحسبه فإن العلاج عن طريق الحقن قدم خدمات كبيرة، وأنه للأسف بعض المرضى الجزائريين يضطرون لبيع منزلهم أو سيارتهم من أجل الحصول على العلاج في الدول المجاورة. استحداث سجل وطني مطلب ضروري طالب رئيس الفيدرالية الجزائرية لمرضى التصلب اللويحي الدكتور كانزوة إسماعيل، وزارة الصحة توفير الأدوية المبتكرة المتوفرة بالدول المجاورة، واستحداث سجل وطني للمرض مع إقرار يوم تحسيسي لفائدة الأطباء العامون، بحكم أن المرضى يعانون لاسيما على المستوى النفسي، قائلا: “لا يعقل أن ينتقل المريض من الجنوب والمناطق الداخلية إلى العاصمة من أجل تغيير وصفة طبية لدى المختص”، مشددا على ضرورة تكوين الأطباء العامون. أضاف الدكتور كانزوة في هذا الصدد، أن العلاج الطبي هو علاج له نفس الفعالية مثل الدواء، داعيا لإنشاء مركز لإعادة التأهيل قصد التكفل النفسي بالمرضى الذين هم بحاجة إلى المساعدة والإصغاء، كما أعلن عن تنظيم الفيدرالية، يوم تحسيسي، يوم 23 جوان الجاري، بمركز عيسى مسعودي بحسين داي.