دعا المختصون في أمراض وجراحة الأعصاب بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للإصابة بالتصلب اللويحي المتعدد، مساء أول أمس، إلى ضرورة إدراج الأدوية المبتكرة الموجهة لعلاج هذا الداء ضمن قائمة الأدوية المستوردة. وأوضح رئيس مصلحة الأمراض العصبية بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية بتيزي وزو، الأستاذ اسماعيل داودي، أن مختلف المصالح المتخصصة بالمؤسسات الاستشفائية عبر القطر تتكفل بالمصابين وتحاول التخفيف عنهم حتى لا يتطور المرض إلى إعاقة خطيرة، مؤكدا بان الأدوية الحالية المتواجدة بالسوق الوطنية أصبحت غير فعالة، مما يستدعي، حسبه، تعويضها بأخرى مبتكرة. وكان هذا المرض يصنف منذ فترة طويلة من بين الأمراض التنكسية، حسب ما ذكر به المختص، إلا انه ومع التطور العلمي والتقدم الذي شهده الطب لاسيما من خلال استعمال تقنيات متطورة في الكشف عن التصلب اللويحي المتعدد خاصة المصورة الطبية أصبح الأطباء يصنفه ضمن الالتهابات التي تصيب الجهاز العصبي المركزي. ويصيب التصلب اللويحي المتعدد الجهاز العصبي المركزي والأعصاب البصرية والنخاع الشوكي، كما يتسبب في تشنجات كهربائية على مستوى الأطراف والظهر واضطرابات في الحركة. وأكد ذات المختص، أن مرض التصلب اللويحي المتعدد الذي يصيب شريحة العمر 20-40 سنة يؤثر تأثيرا كبيرا على نوعية حياة المرضى كما يعيق دراستهم ومسارهم المهني باعتباره يصيب شريحة شابة، كاشفا من جانب آخر عن لجوء العائلات إلى الدول المجاورة لاقتناء بعض انواع الأدوية غير متوفرة بالجزائر. كما ينتشر التصلب اللويحي لدى الأطفال، حسب ذات المختص، بنسبة 15 بالمائة وتسجل حالات أخرى متأخرة لدى فئات متقدمة في السن ولكن على العموم تبقى الفئة العمرية 20-40 سنة الأكثر عرضة للمرض، مرجعا أسباب هذه الإصابة إلى التعرض خلال الطفولة إلى مرض معدي خطير وتساعد على ظهوره نقص في بعض المعادن والفيتامينات وعوامل بيئية أخرى. وشدد الأستاذ دادوي من جهة أخرى على ضرورة فتح وحدات للتأهيل الوظيفي بمصالح الأمراض العصبية لمساعدة هؤلاء المرضى على الحركة ومواجهة تعقيدات المرض، مشيرا إلى فتح وحدة واحدة فقط عبر القطر تتواجد بمستشفى تيزي وزو. وعبر بدوره الأستاذ مصطفى سعدي بلوزير، مختص في جراحة الأعصاب بالمؤسسة المتخصصة أيت إيدير ورئيس الجمعية الجزائرية لأمراض الأعصاب والفيزيولوجيا العصبية السريرية، عن أسفه لغياب سجل وطني للإصابة بالتصلب اللويحي المتعدد يساعد على تحسين التكفل بالمرضى وإحصاء العدد الحقيقي لهم. وحسب ذات المختص، فإن عدد المصابين الذين يتابعون علاجهم بمختلف مصالح أمراض الأعصاب للمستشفيات الوطنية قد بلغ حوالي 10 الآف مريض، داعيا إلى ضرورة تكوين المختصين الشباب بغية تقديم أحسن الخدمات للمرضى. وقال رئيس الفيدارلية الوطنية للمصابين بالتصلب اللويحي المتعدد، الدكتور اسماعيل كنزوة، ان الفيدرالية تعمل وتجتهد من اجل حصول المرضى على أدوية تخفف من عنائهم وتحسس الأطباء العامين لتسهيل التكفل بالمرض بمختلف مناطق الوطن لاسيما تلك التي تعاني من نقص في الأطباء المختصين في أمراض الأعصاب. وفي هذا الصدد، أكد رئيس الفيدرالية أنه لا يوجد تكفل جيد بالمرضى خارج المستشفيات الوطنية الكبرى، حيث يجبر المرضى على التنقل من الولايات الداخلية إلى هذه المستشفيات بحثا على وصفة طبية بالإضافة إلى غياب تام للتكفل البسيكولوجي لهؤلاء.