صدر عن المجلس الأعلى للغة العربية ضمن سلسلة الكتب المدونة لفعاليات الندوات والأيام الدراسية التي يدأب المجلس على تنظيمها لمحبي اللغة العربية والباحثين فيها، صدر مؤلفا تحت عنوان/الإمام الرائد البشير الإبراهيمي.. منور الأذهان وفارس البيان/، حيث تم التركيز فيه على البحث في عينات من تراث الشيخ، لإنعاش الذاكرة المشتركة حول تراث شخصية تربعت على عرش الفصاحة ومقاليد البيان في الجزائر، وعلى مستوى المنطقة العربية مشرقا ومغربا. نتج الكتاب بتلاحم جهود مجموعة من الباحثين وأساتذة جامعيين من مختلف الجامعات الجزائرية، أين ألفوا كتابا تخليدا للذكرى ال120 لميلاد الشيخ البشير الإبراهيمي، اعتمدوا فيه على الدراسة والتحليل لأساليب الإبراهيمي والمجالات التي تناولها ونظرته لقضايا أمته في عصره، بالاعتماد على شهادات تلامذته، رفقائه، وحفيدته، وجاء الكتاب في 253 صفحة، حملت بين طياتها شهادات عن البشير الإبراهيمي لرئيس جمعية العلماء المسلمين الشيخ عبد الرحمان شيبان، الذي أكد أن الإبراهيمي من العظماء الذين لا يمكن الإلمام بكل ما يخص شخصيتهم، نظرا لغنى مواهبه، وقوة شخصيته، وسعة علمه، مع تعدد اهتماماته، حيث قال شيبان، كما جاء في الكتاب،/فهو نفسه الحديث عن الجزائر العربية المسلمة/..، وتطرق إلى فلسفة الإبراهيمي في التعريب، وإصلاح التعليم ومحو الأمية ، إضافة إلى شهادات لكل من محمد الصالح الصديق، عمار طالبي، وخولة طالب الإبراهيمي، هذه الأخيرة التي عبرت، حسب ما جاء في الكتاب، رجاءها أن ينال الشيخ الإبراهيمي مثله مثل العلامة عبد الحميد بن باديس والذين رافقوهما أمثال الشيخ العباس، والعربي التبسي وغيرهم، الاهتمام اللازم من الجيل الصاعد، وأن يقتدوا بسلوكاتهم ليجعلوا من الجزائر البلد الذي تحظى فيه المعرفة، الثقافة، والعلم المكانة العالية. كما جاءت بين طيات صفحات الإصدار محاضرات لثلة من الباحثين والمثقفين من مناطق عديدة من الوطن، والتي توزعت على فصلين، الأول بعنوان محمد البشير الإبراهيمي فارس البيان، والثاني عنون ب/الإصلاح الاجتماعي والوطنية عند البشير الإبراهيمي/، وقد حمل الفصل الأول مجموعة من العناوين منها البنية اللغوية الإبراهيمية، المفهوم المعجمي واستعمالاته عند الإبراهيمي، علامات التميز في آثار البشير الإبراهيمي، وأساليب الإبداع في فكر الإمام البشير الإبراهيمي، أما الفصل الثاني فاندرجت أسفله مجموعة مهمة من الجوانب المتعلقة بالشيخ، أهمها الإبراهيمي مربي الأجيال وخادم اللغة العربية، مفهوم الاستقلال ورؤى المستقبل في أول خطوة للبشير الإبراهيمي، والوطنية عند البشير الإبراهيمي. لقد دأب المجلس الأعلى للغة العربية الاحتفاء بأبطال الجزائر الموهوبين من أبنائها من الأحياء ومن الذين التحقوا بالرفيق الأعلى، كما أصبحت لديه العادة في إصدار كتب، يراد منها إحياء تراث عظماء الأمة، الذين خدموا الوطن وأبدعوا في العربية، هذه الأخيرة التي تعتبر من مقومات الهوية التي بواسطتها يمكن التعرف على تراث الأمة عبر أزمنتها، فهي ناقلة للمفاهيم والقيم، أما عن الشيخ البشير الإبراهيمي فهو الرئيس الثاني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وخليفة إمامها الراحل عبد الحميد بن باديس، فقد قضى حياته عاكفا في محراب العلم وعاملا على النهج الباديسي المستنير لخدمة الإسلام واللغة العربية في فترة حالكة من تاريخ الجزائر، وهي ترزح تحت أغلال الاحتلال، حيث سعى لاستنهاض الهمم وتنوير العقول، والتصدي للكولونيالية، ومنا كانت تقترفه من ظلم وتسلط على الشعب الجزائري.