تجددت أمس بمنطقة القبائل موجة جديدة من الاحتجاجات التي رافقتها أعمال شغب وتخريب لم تسلم منها الكثير من المنشآت والمرافق العمومية. ففي ولاية بجاية تواصل أمس لهيب الاحتجاجات لليوم الثاني على التوالي وسجلت أبرز الأحداث ببلدية أقبو الواقعة 70 كم غرب بجاية حيث وقعت أعمال تخريبية مست مقرات مؤسسة سونلغاز، الجزائرية للمياه، اتصالات الجزائر والمحكمة التي أعيد فتحها مؤخرا بعدما تم ترميمها من الأعمال التخريبية التي طالتها خلال أزمة منطقة القبائل. وغير بعيد عن أقبو وببلديات أوزلاقن، سيدي عيش والقصر تم تخريب مقرات البريد، سونلغاز والجزائرية للمياه على التوالي ، أما بمدينة 8 ماي خراطة فقد تم الاعتداء على قاعة الحفلات التابعة للبلدية. وفي حدود الساعة الرابعة من مساء أمس امتدت موجة الاحتجاجات إلى عاصمة الولاية حيث خرج المئات من الشبان و قاموا بالاعتداء على العديد من الممتلكات ما استدعى تدخل قوات الأمن التي قامت بحمايتها. وظلت عاصمة الحماديين طيلة نهار أمس معزولة عن ولايات وسط وشرق البلاد بعدما أقدم محتجون على غلق الطريقين الوطنيين 9 و26 على مستوى بلديات القصر، سيدي عيش، أوزلاقن، أقبو وخراطة التي شهدت اندلاع مناوشات بين المحتجين ومصالح قوات الأمن التي اضطرت إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع لتفرقة المتظاهرين ومنعهم من تخريب المؤسسات العمومية وفتح الطريقين. وكانت العديد من العائلات قد قضت ليلة الخميس في الخلاء جراء قيام المحتجين بداية من الساعة الخامسة مساء بغلق الطريق الوطني الربط بين بجاية ومختلف بلديات الجهة الشرقية وكذا ولايتي جيجل وسطيف على مستوى قرية بن سعيد التابع إقليميا لبلدية تيشي الساحلية. و ندد الشباب المحتجون بارتفاع الأسعار التي مست أهم المواد الاستهلاكية و ألحوا على محاربة المفسدين و تعميم إجراءات غلق أوكار الفسق و الدعارة بالمنطقة. وبولاية بومرداس استمرت أمس المظاهرات الاحتجاجية لليوم الثالث على التوالي ما أدى إلى تدخل قوات مكافحة الشغب وقوات الأمن من اجل تفريق المتظاهرين خاصة ببرج منايل، الناصرية، زموري، بودواو أين تم تحطيم أكثر من 12 سيارة وتسجيل إصابة ما لا يقل من 100 شخص بجروح متفاوتة خلال الأحداث. كما تعرضت العديد من المنشآت العامة خاصة المقرات الإدارية والاقتصادية إلى التحطيم ومحاولة الحرق، منها الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط ومحكمة برج منايل والمئات من المحلات التجارية إلى رشق متواصل بالحجارة. وكان مئات من المتظاهرين قد قاموا ليلة الخميس إلى الجمعة حسب مصادر محلية بمداهمة وتحطيم مركز بريدي وحرق سيارتين تابعتين لإدارة الجمارك مع الإشارة أن المتظاهرين عمدوا إلى غلق الطريق الرابط بين برج منايل وتيزي وزو بالحجارة والمتاريس مما عطل حركة المرور. أما بولاية تيزي وزو فلم يتم تسجيل إلا خروج العشرات من الشباب من حي لجونى حيث حاولوا غلق الطريق الرابط بين المدينةالجديدة ووسط المدينة لكن مصالح الأمن تمكنت من تفريقهم دون تسجيل إي أضرار تذكر. من جهتها شهدت عدة مناطق من ولاية البويرة أحداثا مشابهة خلال اليومين الماضيين، حيث قام مئات من الشباب بتحطيم مدخل ديوان الترقية والتسيير العقاري كما خربوا بنك سوسيتي جينيرال الكائن بحي الثورة بعاصمة الولاية إلى جانب تخريب وحدة التحصيل بعين بسام فضلا عن تخريب مكيفات الهواء لمبنى البلدية. كما قام المحتجون بغلق الطرق المؤدية إلى مدينتي البويرة وعين بسام وإلى جانب ذلك قام محتجون من عدة بلديات بغلق الطريق السيار شرق غرب وكذا الطريق الوطني رقم 5 مما تسبب في عرقلة حركة المرور ولم تعد الأمور إلى نصابها سوى بعد تدخل قوات مكافحة الشغب التي دخلت في مواجهات مع المحتجين.