وصلت عدوى المظاهرات إلى عدة مناطق بومرداس منذ صبيحة أول أمس، حيث امتدت إلى يسر، الناصرية، برج منايل، بودواو وزموري لتستمر إلى ساعات متأخرة من الليل·المظاهرات التي بدأت من الناصرية في حدود الساعة الحادية عشر صباحا، من نهار أول أمس، حيث أقدم المتظاهرون بالناصرية وبرج منايل ويسر على غلق الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين تيزي وزو والعاصمة، حيث أشعلوا النيران وقطعوا الطريق بالحجارة وعجلات السيارة لتنتقل المظاهرات بعدها إلى وسط المدن بعد طرد المتظاهرين من الطريق بعد فتحه في حدود الساعة الرابعة مساء، لتعرف منطقة برج منايل مشاداة عنيفة بين المحتجين ورجال الأمن بعد تعرض كل من محكمة برج منايل والصندوق الوطني للتوفير والاحتياط للكسر بعد أن رشقوه بالحجارة لتعرف مختلف الأحياء شلل طرقاتها مثل بوصبع باسطوس والتحرير، خصوصا مع محاولات المتظاهرين تحطيم كل من مقر البلدية والدائرة التي تم محاصرتها من طرف قوات الأمن لمنع المتظاهرين من الوصول إليها لتعرف مدينة برج منايل ليلة سوداء استمرت لصبيحة اليوم في حدود الساعة الواحدة صباحا، مسفرة عن عدة خسائر مادية وجرحى· أما منطقة يسر، فقد عرفت نفس الأجواء بعد أن تجاوز عدد المتظاهرين الألف والذين ينحدرون من مختلف بلديات وقرى دائرة يسر، حيث عرفت المنطقة أعمال العنف بعد محاولات المتظاهرين الوصول إلى مقر الدائرة ومقر البلدية اللذين كانا محاصرين من طرف قوات الأمن، لتمتد حمى المظاهرات إلى مناطق زموري وبودواو في الساعة السادسة من أول أمس، حيث تم غلق الطريق الوطني رقم 05 مع عدم تسجيل أي خسائر مادية· أما عن الأوضاع أمس، فقد عرفت حالة من التأهب وتعزيزات أمنية مشددة خاصة بمنطقة برج منايل، حيث عرفت تصاعد الإحتجاجات خاصة في حي بوصبع· أما مستشفى برج منايل، فقد عرف حالة طوارئ استمرت لنهار اليوم، حيث كان يستقبل الجرحى من مختلف مناطق يسر والناصرية· وحسب مصادر محلية، فقد تم إسعاف أكثر من 60 مصابا بجروح متفاوتة الخطورة في حين تم تسجيل 3 إصابات في صفوف أعوان الأمن ببرج منايل·أما الشعارات التي هتف بها المتظاهرون عبر مختلف الأحياء ببومرداس، فكانت عن سوء الوضعية الإجتماعية بسبب تصاعد البطالة وأزمة السكن وما ارتفاع أسعار المواد الغذائية سوى القطرة التي أفاضت الكأس الممتلئ بالهموم والغبن، خصوصا مع فضائح الفساد التي تنشرها يوميا الجرائد الوطنية والتي وراءها إطارات الدولة· المتظاهرون الذين كان أكثرهم من فئة الشباب، انفجروا دفعة واحدة ليعبروا عن مأساتهم وآلامهم، فأغلبهم يعانون من البطالة ومنهم أصحاب الشهادات الجامعية والكفاءات المهنية الذين أرادوا فقط التغيير والاستفادة من ملايير عائدات الثروة الوطنية·