شهدت تونس تطورات أمنية متسارعة أمس السبت عقب الإعلان عن شغور منصب الرئاسة، حيث أكدت تقارير وقوع عمليات نهب في عدد من المدن. كما سقط 45 قتيلاً في احتراق سجن بمحافظة المنستير، وفرار العشرات من السجناء. وتحدثت تقارير أخرى عن سقوط عشرات القتلى في اقتحام سجن المهدية بولاية المهدية في الوسط الشرقي للبلاد. وقال مراسلون: أن قتيل سقط وسط تونس العاصمة في احتجاج سبق نقل مهام الرئيس لرئيس البرلمان. وأفادت وكالة رويترز بحدوث حريق في السجن المدني بمدينة المنستير قتل فيه ما لا يقل عن 45 شخصا من المساجين. كما فر آخرون. كما شهدت سجون أخرى في وقت سابق خاصة سجن الناظور ببنزرت والمرناقية بضواحي تونس صدامات بين المساجين والحراس ومحاولات فرار. وشوهد رتل من الدبابات يتجه إلى قرطاج حيث يوجد القصر الرئاسي. وسارع الجيش إلى إقامة نقاط تفتيش أمنية في محاولة لإيقاف عمليات النهب والتخريب. وكانت السلطات التونسية بدأت صباحاً اتخاذ خطوات تدريجية لإعادة الحياة الطبيعية إلى البلاد، حيث أعلن عن فتح المطار واستئناف الرحلات الجوية إلى البلاد، بينما شهدت عدة مدن تونسية مظاهرات احتجاجاً على تسلم رئيس الحكومة محمد الغنوشي مهام الرئاسة مؤقتاً. وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للغنوشى تتهمه بأنه جزء من النظام الحاكم التونسى وأحد رجال الرئيس زين العابدين بن على. مطالبين بتنحيته ومحاكمته. علما بأن هذا الأخير بدأ صباح أمس اجتماعا مع احزاب المعارضة للتشاور في صيغة الحل السياسي. وقال مراسلون: أن قتيل سقط وسط تونس العاصمة في احتجاج سبق نقل مهام الرئيس لرئيس البرلمان. واضافوا: أن موجة الانفلات الأمني مازالت مستمرة في مناطق عدة. وقال التلفزيون الحكومي: إن مستشفى شارل نيكول في العاصمة تعرض إلى هجوم. مضيفاً: أن قوات من الجيش تتجه إليه لحمايته. ونقل شهود عيان ل العربية.نت وجود أعمال نهب وسرقة طالت منازل بعض أقارب الرئيس التونسي، لا سيما منزل الشقيق الأصغر لزوجته عماد الطرابلسي. وتعرضت أكبر معارض السيارات في العاصمة التونسية للنهب، وهي مملوكة لمحمد صخر الماطري زوج ابنة الرئيس بن علي. وتابع المراسلون: أن املاك اقارب للرئيس السابق زين العابدين بن علي في قرطاج تعرضت لأعمال عنف وهجمات. وقالت مصادر متطابقة ليونايتد برس إنترناشونال: إن متظاهرين عمدوا إلى اقتحام محلات كارفور وحرقه، ومستودع لشركة النقل في ضاحية حلق الوادي، التي يملكها الماطري، حيث تم سرقة نحو 600 سيارة جديدة من داخلها، إضافة إلى نهب السوق الحرة المحاذية لها. كما عمد متظاهرون إلى حرق فرع لمصرف الزيتونة الإسلامي، ويملكه أيضا الماطري، الذي كانت تقارير إعلامية تونسية ذكرت أنه أُعتقل بصحبة عدد من أشقاء زوجة بن علي، منهم بلحسن الطرابلسي!.. وأكد أحد المقربين من صخر الماطري صهر الرئيس بن علي أن الماطري وصل وعائلته إلى دبي، خلافا للأنباء التي تحدثت في وقت سابق عن إعتقاله. مشيرين الى أن بعض الذين القي القبض عليهم بعد اعمال التخريب والفوضى اتضح انهم ينتمون للأجهزة الأمنية. بينما أكدت مصادر امنية في تونس العاصمة ان وحدات من الجيش القت القبض على بعض من اقارب واصهار الرئيس التونسي الاسبق بن علي. وقالت نفس المصادر: ان الجيش التونسي بدأ في ازالة صور الرئيس السابق من الشوارع. وأطلق العديد من سكان العاصمة التونسية ومدن تونسية أخرى عبر التلفزيون نداءات لطلب تدخل عاجل من الجيش لحمايتهم من عصابات تقوم بأعمال نهب وتدمير منذ مساء الجمعة رغم إعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجول في تونس. ووضع الجيش التونسي في تصرف المواطنين رقم هاتف للتبليغ عن الهجمات، في حين بثت مروحيات عبر مكبرات للصوت نداءات تطلب المواطنين الهدوء والبقاء في منازلهم. وعزا العديد من الشهود أعمال العنف هذه إلى مليشيات الحزب الحاكم، التجمع الدستوري الديموقراطي، الغاضبين من فرار الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وذلك بهدف زعزعة استقرار البلاد. ويتحرك أشخاص ملثمون في عصابات بعضها مسلح بهراوات وسيوف بغرض بث الرعب، فيما حاول بعض الأشخاص اقتحام مقر وزارة الداخلية والبنك المركزي. وسمع صوت الرصاص في كل من حي الخضراء وحمام الأنف، وفق شهود العيان. ومن جهتها ذكرت مصادر طبية سقوط 13 قتيلاً في تونس وضواحيها خلال مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن منذ خطاب التهدئة الذي ألقاه الرئيس بن علي يوم الخميس. ومن جهته قال مراسل الجزيرة: إن حالة من الانفلات الأمني سادت خاصة في العاصمة، رغم تدخل الجيش الوطني أحيانا لحماية بعض المرافق. وأضاف: أن متجر جيان الضخم التابع لأصهار الرئيس في ضواحي العاصمة يحترق مع عمليات سلب ونهب، وأن مروحيات تابعة للجيش تحوم فوقه وتطلق زخات من الرصاص للتحذير. كما احترقت محطة القطارات الرئيسية في العاصمة. وأشار أن ذلك يعد وفقا للكثير من الشهادات عملا منظما تقوم به مليشيات تابعة لعائلات كانت متنفذة لإحداث البلبلة في صفوف الناس، وأن الأمر نفسه يحدث في عدة مدن. وقد كون المواطنون لجانا شعبية لحماية ممتلكاتهم والممتلكات العامة. وأكد المراسل أن هناك حديثا عن اعتقال مدير أمن الرئاسة السابق علي السرياطي وأنه وجد بعض السلاح والسيارات في بعض المناطق. كما أكدت مصادر نقابية أن عصابات منظمة في سيارات تضم ضباطا في الأمن التونسي يديرون عمليات نهب لحساب عائلات كانت متنفذة في عهد الرئيس المخلوع.