يعتبر سوق الرحبة العتيق بقلب مدينة باتنة، من بين أشهر المعالم التاريخية والتجارية التي تحكي تاريخ المنطقة في الزمن الغابر، حيث يتحول منذ الساعات الأولى للصباح وإلى غاية إسدال الليل ستاره لمحج لآلاف من العائلات والتجار والمواطنين من مختلف بلديات الولاية والولايات المجاورة . يتميز سوق الرحبة بوفرة المواد الغذائية المختلفة والنادرة خاصة ماتعلق بالتوابل وبعض الحلويات التي تستعمل في الأفراح والكثير من الأعشاب الطبية النادرة والتي لايمكن أن تجدها سوى بسوق الرحبة، الذي من مميزاته أيضا كثرة المتسوقين بين أروقته ومحلاته الصغيرة الضيقة المتلاصقة التي يحولها أصحابها إلى لوحات فنية رائعة من خلال تزيينها بأجود أنواع التمور والمكسرات وكذا النباتات العطرية والأواني الطينية والخشبية. يفتخر سكان عاصمة الأوراس كثيرا بأسواق الرحبة المنتشرة بعدة مدن منها مدينة باتنة التي يتواجد بقلبها النابض سوق الرحبة الذي يعتبر ذاكرة جماعية لسكان الولاية وفق المخطط العمراني. ويتواجد هذا المعلم التجاري والتاريخي والسياحي خلف مبنى المسرح الجهوي يضم 45 محلا تجاريا هي عبارة عن مربعات لا تتعدى مساحتها 3 أمتار مربعة، بها عدة مداخل ومخارج زادتها جمالا أروقته الضيقة وانعكاس أضواء المصابيح الملونة وانتشار الروائح الطيبة المنبعثة من كل مكان الأمر الذي يجعل من الزائر له ملكا يقع في حب منتجاته من أول نظرة. وإدراكا منها بأهمية هذا السوق قامت بلدية باتنة سنة 2011 بإغلاقه لمدة سنتين من أجل إعادة تهيئته، حيث لم تمنع مدة الغلق من وفاء الزبائن له حيث عادوا بقوة بمجرد افتتاحه، على الرغم من أن مدينة باتنة تتوفر على العشرات من المحلات المختصة في بيع نفس منتجات سوق الرحبة العتيق. كما يتميز سوق الرحبة بكونه أول سوق تجاري ترتاده نساء المدينة بكل حرية، حيث يقتصر تواجد الرجال فيه على الباعة فقط في الغالب، بعدما كان التسوق حكرا على الرجال في عديد الأسواق والمحلات التجارية، فمنتجات سوق الرحبة من توابل وأكلات تقليدية كالعَيْش والشخشوخة والكسكسي وغيرها يحتاج اقتناؤها لأنامل نسوية محترفة.