الأمم المتحدة تدين العنف بالعاصمة الليبية وتدعو للالتزام بوقف إطلاق النار عقد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني القائد الأعلى للجيش الليبي فائز السراج، صباح أمس الأحد، بمقر القائد الأعلى بالعاصمة طرابلس، اجتماعا مع رئيس الأركان العامة اللواء عبدالرحمن الطويل، لمتابعة الأوضاع العسكرية والأمنية في ضواحي العاصمة طرابلس التي تشهد اشتباكات مسلحة. اطلع السراج على الترتيبات التي اتخذت لتوفير احتياجات الوحدات العسكرية لتأمين سلامة المواطنين وحمايتهم، إضافة إلى آليات التنسيق المتخذة بين المناطق والوحدات العسكرية والأمنية، وفق الصفحة الرسمية للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق. كما اجتمع السراج مع وزير الدفاع المكلف اوحيدة نجم، وبحث خطة الوزارة لحماية المواطنين وتأمين المؤسسات الحيوية في الدولة. كان الناطق باسم رئيس المجلس الرئاسي أعلن في وقت سابق، أمس، أن السراج يواصل اجتماعاته مع الجهات الأمنية والعسكرية بالعاصمة طرابلس لمتابعة تطورات الموقف وصد الاعتداءات على العاصمة. شهد الوضع الميداني في العاصمة طرابلس تطورًا لافتًا، فجر أمس، بعد سيطرة اللواء السابع على منطقتي الكريمية وما يعرف بقصر الملك بعد تخلي الكتيبة 301 المتمركزة في جمعية الدعوة الإسلامية بمنطقة السوالم عنها. كما أوردت مصادر، مقتل قيادي بارز بالكتيبة 301 التابعةِ لحكومة الوفاق في اشتباكات مع قوات اللواء السابع. هذا و قد ألغى السراج زيارة مقررة الأسبوع الجاري إلى كوريا الجنوبية، وكان من المقرر أن يعقد قمة ثنائية مع الرئيس مون جيه-إن. من ناحية ثانية، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس تصاعد العنف المستمر في العاصمة الليبية طرابلس، بينما أفادت مصادر عسكرية بتجدد الاشتباكات في جنوبالمدينة. وخص غوتيريس بالإدانة القصف العشوائي الذي نفذته جماعات مسلحة وتسبب في مقتل وإصابة مدنيين، وقال في بيان إن الاستخدام العشوائي للقوة انتهاك للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. دعا جميع الأطراف لوقف الأعمال العدائية فورا، والالتزامِ باتفاق وقف إطلاق النار السابق إبرامه برعاية أممية، كما حث الجميع على تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين. في الوقت نفسه، أكد غوتيريس أن مبعوثه الخاص إلى ليبيا غسان سلامة سيستمر في العمل مع كل الأطراف للوصول لاتفاق سياسي دائم يقبله الجميع. تقويض عملية السلام كانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا قد دعت، أمس الاول، إلى إنهاء القتال في ليبيا، وذلك في بيان مشترك صدر في روما. وقالت الدول الأربع إن «استمرار تصعيد العنف في طرابلس وما حولها تسبب في وقوع الكثير من الإصابات وعرض أرواح مدنيين أبرياء للخطر». أضافت أن «من يعملون على تقويض الأمن في العاصمة طرابلس ومناطق أخرى في ليبيا سوف يحاسَبون على أفعالهم». أوضحت أن «هذه المحاولات التي ترمي لإضعاف السلطات الليبية الشرعية وعرقلة مسار العملية السياسية غير مقبولة». داعية «الجماعات المسلحة إلى وقف كافة العمليات العسكرية فورا»، كما دعت «جميع الأطراف للامتناع عن اتخاذ أي إجراء يقوض الإطار السياسي الذي أسسته الوساطة بقيادة الأممالمتحدة والذي يلتزم به المجتمع الدولي التزاما تاما». من جهته، استنكر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أمس الأحد، بشدة التصعيد الخطير في الوضع الأمني بالعاصمة الليبية طرابلسي ودعا إلى ضرورة الوقف الفوري للاشتباكات المسلحة. 40 قتيلاوأكثر من 100 جريح بحسب الانباء، فقد أوضحت آخر حصيلة لوزارة الصحة أن معارك طرابلس أوقعت أربعين قتيلاً وأكثر من مئة جريح منذ الاثنين الماضي، وأن معظم الضحايا مدنيون. وتتواجه مجموعتان مسلّحتان منذ الاثنين بالأسلحة الثقيلة بجنوبطرابلس. وأعلنت هدنة الثلاثاء ثم وقف نار الخميس لكن لم يصمد إلا لساعات حيث شهدت العاصمة الجمعة سقوط 16 صاروخًا على الأقل. ووقعت ثلاث قذائف قرب مطار معيتيقة الوحيد العامل بالعاصمة مما أجبر سلطات المطار على تعليق الرحلات لمدة 48 ساعة على الأقل بداعي الأمن. وإثر تلك الحوادث، أعلنت هدنة جديدة مساء الجمعة لكنّ سقوط القذائف استمرّ، السبت، مثيرًا مخاوف من تجدد المواجهات الدامية.