قرّر ممثّلو الجمعيات النشطة في الشأن البيئي والاعمال الخيرية، وضع مشروع يضمن فيه مدينة وأحياء نظيفة، خالية من مظاهر الأوساخ والمفرغات الفوضوية والعشوائية، والتي أصبحت ولاية البليدة تعاني منها، وتعرف انتشارا غير مسبوق في الفترة الاخيرة. ترغب جمعية الجوالة ومكتشف الأطلس البليدي «أردناب” مع مديرية الشباب والرياضة لولاية البليدة، الجمعيات النشطة في الدفاع عن المحيط البيئي والثقافة والعلوم، وأعمال الخير ومساعدة الناس من خلال الحفاظ على البيئة وتفادي انتشار الأوساخ وظاهرة المفرغات العشوائية المنتشرة في كل زاوية من أحياء المدينة وبقية مدن البليدة، حيث ركّز المتدخلون على أن هذه الآفة أو الظاهرة هي عامل مساعد في انتشار الامراض، ومصدر لانتشار الاوبئة الفتاكة بالانسان، بدليل أن مرض الكوليرا الأخير، والذي اصاب ما لا يقل عن 2000 شخص، وخلف وفاة شخصين، وأيضا اصابة ما لا يقل عن 500 شخص بتسمم غذائي في بوقرة، كان مصدره مياه الآبار، أو تلك الجارية بمجرى وادي بني عزة، وهو ما جعل نتائج التحاليل المخبرية لمعهد باستور والمصالح الوصية التابعة لوزارة الصحة والسكان واصلاح المستشفيات، تحدد مجرى وادي بني عزة بمدخلها الشمالي، مصدرا لانتشار مرض الكوليرا. وأكّد المجتمعون من ممثلي المجتمع المدني على تكثيف المجهودات، والعمل سويا من أجل القضاء على النقاط السوداء، التي أصبحت تشوه أحياء البليدة، وشدّدوا على ضرورة الاعتماد على كل الأجهزة المتطورة والعصرية في رسكلة النفايات، وجعلها مصدرا لإضافة مداخيل مادية جديدة، والمساهمة في التنمية والدفع بعجلة الاقتصاد وتطويرها. وأكّد رئيس جمعية “أردناب” محمد ميسوم في المداخلة له ضرورة الاهتمام بعمل “الشرطة البيئية” والتركيز على تفعيلها بالشكل الملائم، بضبط ومراقبة أوقات إخراج السكان للنفايات المنزلية، وردع كل من تسول له نفسه الرمي العشوائي لها، بفرض عقوبات وغرامات مالية على كل من لا يحترم جدول أو توقيت إخراج “القمامة”، واقترح في سياق المداخلة أن يتم تعميم الفكر التوعوي والتحسيسي إلى تلاميذ المؤسسات التربوية، ولم لا اقتراح برامج تخص هذا الجانب حتى ينشأ الأطفال على ثقافة “محيط نقي يساوي بيئة نظيفة وخالية وسليمة من الأمراض والظواهر السيئة”.