فاجأ فريق شبيبة القبائل جل المتتبعين في بداية هذا الموسم ضمن الرابطة المحترفة الأولى حيث يحتكر المركز الأول في الترتيب العام، ويقدم مستويات كبيرة تمكن من خلالها تحقيق 6 انتصارات و4 تعادلات في عشر مقابلات، ويبقى بدون أية هزيمة منذ انطلاق المنافسة. تعوّد الجمهور الرياضي في السنوات الأخيرة رؤية «الكناري» في وضعيات صعبة للغاية ونجا في كل مرة بأعجوبة من السقوط الى الدرجة الثانية، لكن هذا الموسم تغيّرت الأمور بشكل كبير مما سمح للفريق تقديم مستويات كبيرة تعطي الأمل لأنصار الشبيبة في امكانية عودة الفريق الى الواجهة وكسب الألقاب، كما كان في الماضي. عودة الجمهور بقوّة إلى المدرّجات الرؤية الجديدة وضعها مسيرو الفريق القبائلي بقيادة رئيس النادي شريف ملال، حيث وضعوا الثقة في العديد من اللاعبين الشبان وتم تأطيرهم ببعض العناصر التي لديها خبرة، الأمر الذي سمح للفريق الحصول على توازن كبير من الناحية الفنية. وجلب المدرب دوما كان ناجحا الى حد بعيد، حيث عرف الكيفية التي «يقدم» بها تشكيلة قادرة على فرض أسلوبها على الميدان ولديها فرص التطور باستمرار، بالنظر لسن أغلب اللاعبين. كما أن الطريقة التكتيكية التي تعتمد على الهجوم تقدم الإضافة التي ينتظرها الجمهور، هذا الأخير الذي عاد الى المدرجات بقوة لدفع اللاعبين الى بذل مجهودات والتفوق على منافسيهم، حيث أن الرجل رقم 12 غاب في السنوات الماضية وأثر على مسار «الكناري»..لكن هذه الشحنة المعنوية التي يقدمها الأنصار في المدرجات تساهم في تحسين الأداء. دوما..الاعتماد على الشبان والسّير عبر مراحل وبالرغم من أن البداية كانت موفقة بالنسبة لشبيبة القبائل، إلا أن المسيرين وكذا الطاقم الفني بقيادة دوما يحاولون رؤية الأمور بموضوعية كون التشكيلة في بداية الطريق، وما زال الموسم طويلا وشاقا حيث تحدث المدرب حول المركز الأول الذي تحتله تشكيلته قائلا: «نسير في مشروع كبير و ليس الدفاع على المركز الأول حيث نسعى للفوز بالمقابلات، لكن الأهم من كل هذا هو السير الحسن في المشروع الذي أتيت من أجله الى الفريق». ولخّص دوما فعلا المهمة التي أوكلت له، وهي اعادة «الكناري» الى مستوى يمكنه اللعب على الألقاب في المستقبل القريب، وبدأت الثمار الأولى تظهر بفضل التنظيم الجيد الذي يقوم بها مسيرو النادي. وقام دوما باعطاء الفرصة للعديد من اللاعبين الشبان الذين أبانوا عن امكنياتهم على غرار تافني، أوقاسي، تيزي بوعلي وحمرون، الذين بامكانهم الذهاب بعيدا ان واصلوا على نفس النسق، خاصة وأن بعض «المخضرمين» أمثال بن علجية، بلايلي، بن خليفة والحارس صالحي أعطوا الثقة لهؤلاء الشبان فوق الميدان بفضل الخبرة التي اكتسبوها. وظهر أن تعداد الشبيبة يوفر عدة خيارات بالنسبة للطاقم الفني الذي يسير ضمن استراتيجية منح الفرصة لكل اللاعبين مع الاحتفاظ ب «العمود الفقري» للتشكيلة الذي يعطيها قوة في كل مرة. رغم ذلك، فإن الفريق تعثر أمام أولمبي المدية في ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو في الجولة ال 9، واكتفى بالتعادل الذي حسب رئيس النادي ملال: «إن هذا التعادل قد يكون مناسبا في هذه المرحلة للتأكد أن العمل ما زال متواصلا وطويلا في هذا الموسم»، وبالفعل كان رد فعل اللاعبين أياما بعد ذلك ايجابيا للغاية حين فازت الشبيبة على دفاع تاجنانت وعادت الى جو الانتصارات بطريقة مميّزة. مبادرات عديدة للمسيّرين بالموازاة مع الجانب الفني، فإن مسيري النادي يقومون بعمل كبير من الناحية التنظيمية، حيث أن ملف «السبونسورينغ» عرف انتعاشا كبيرا في بداية هذا الموسم لتوفير الوسائل الضرورية للعمل في ظروف مناسبة. وحسب العديد من أنصار شبيبة القبائل، فإن وجود القائد السابق للتشكيلة ميلود عيبود يقدم الكثير للفريق كونه الناطق الرسمي ل «الكناري» ومعروف بحنكته وحكمته الى جانب معرفته الجيدة لخبايا كرة القدم، وهو أمر مهم بالنسبة للفريق الذي يسعى الى العودة للمشاركات القارية التي غابت عن النادي في السنوات الأخيرة.