في سابقة خطيرة لجأ اليها بعض نواب الشعب صباح أمس ، حيث تجمهروا مع الساعات الاولى امام بيتهم النيابي ،وغلقوا الابواب بالسلاسل و«الكادنة “ قائلين لرئيسهم ، “هيت لك” ، في اسلوب قمعي لا يحدث إلا في بوابات الملاعب او بالمؤسسات المفلس اهلها ، او التي شمعت بأمر قضائي. المدخل الذي اعتاد رئيس المجلس النزول قربه ثم الصعود الى مكتبه بالطابق الخامس ، كان موصدا في تصعيد خطير ، وتصرف كان من الافضل الابتعاد عنه وتحييده ، لأنه اولا يعكس صورة اصحاب الشأن ، وثانيا يقلل من مكانتهم كنواب ، يمتثل فيهم الحكمة والبصيرة ، فهم خيار الشعب واختياره ، اليس الشعب من انتخبهم ومنحهم الثقة لتمثيله في احسن صورة وهو الشعب نفسه من يحتج على تصرفات تسيء الى ممثليه سواء في نقل معاناته او تجاهله بالمرة . فلا يعقل ان يصدر تصرفا مثل هذا ، لو احتكم الجميع الى الحكمة والتعقل واللجوء الى القانون والنظام الداخلي ، أو أحكام الدستور في حالة ثبوت الشغور المدعى عليه ؟ وليس المنع المؤدي الى حالة الاحتقان بالإيعاز. اكثر من اسبوعين و الامر لا يزال على حاله ، بوحجة يرفض مغادرة منصبه بقرار من الامين العام للافلان ، ولا النواب لديهم السلطة المخولة لتجميد عمله ، ولا حتى سحب الثقة من تحت قدميه ، فهو باق على رأس الغرفة التشريعية ما لم تثبت حالتي الفصل في مقعده من تثبيته بوحجة قالها بصريح العبارة لن اتنحى ، إلا بأمر من رئيس الجمهورية ، او الاستقالة، وهذه الاخيرة سبق وأن راوده الاخوة في الحزب، وغرد له الرفاق في اروقة البرلمان لتقديمها على طبق ، لكن بوحجة استغل الحجج ، وتسلل في الوقت الضائع وراوغ الجميع ،بعدما اعتقدوا انه استهلك الطعم .