دعا الدكتور عمار طالبي نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين إلى تسليط الضوء أكثر على تاريخ وأعمال العلامة عبد الحميد بن باديس، مشيرا إلى أن هناك بعض المعلومات تخص الشيخ المصلح لا نعرف إن كانت صحيحة أم مجرد إشاعة، خاصة فيما يتعلق بوفاته. وأضاف عمار طالبي أمس السبت خلال ندوة فكرية بعنوان «يوم العلم.. والهوية الوطنية»، التي احتضنها مركز الشعب للدراسات الاستراتيجية أن تاريخ عبد الحميد بن باديس حافل بالانجازات التاريخية والعلمية، يتطلب الاهتمام بها وإزاحة الغبار عنها، كون هناك معلومات تتعلق بحياته الخاصة وحتى العلمية بقيت مجهولة لحد الساعة، لذا وجب حسبه إعطاءه حقه من الدراسة، حتى يبقى نبراسا للأجيال القادمة. وقد كان للدكتور عمار طالبي فرصة لطرح مجموعة من التساؤلات حول رائد الحركة الاصلاحية على شقيقه عبد الحق بن باديس ضيف ندوة «الشعب» عله يشفي غليله من بعض الملابسات التي أحاطت بالعلامة، سيما فيما يتعلق بوفاته، حيث ذكر طالبي أن هناك سيدة فرنسية قصدت منزله بغرض اعتناقها للديانة الإسلامية، ويفترض أنها عالجته بإبرة مسمومة، إلا أن هذا الأمر كان مجرد كذبة حسبه أرادت من ورائها هذه الفرنسية اغتيال عبد الحميد بن باديس، وفي هذا الصدد قال عبد الحق بن باديس إن أخاه مات بسبب التعب والعياء، حيث كان يقدم 15 درسا وفي نهاية الأسبوع يسافر إلى الجزائر، مؤكدا في نفس السياق أنه لم يمت مسموما ولا مريضا. كما تحدث طالبي عن دور الشيخ المصلح في محاربة المستعمر الفرنسي، متسائلا عن مسألة ظلت مبهمة في نظره، تتعلق بالإقامة الجبرية، وما إذا كانت فرنسا قد فرضتها عليه بعد أن رفض العلامة تأييدهم في أعمالهم الاجرامية. وأثار طالبي من جهة أخرى مسألة الإجازة مؤكدا أن رائد الإصلاح حاز على الإجازة من مفتي الديار المصرية الشيخ بخيت، وعندما سافر بن باديس إلى الحج زار الشيخ بخيت في القاهرة في حلوان وكتب له الشيخ المصري إجازة في دفتر إجازته، وحمل له ابن باديس رسالة من شيخه الجزائري حمدان لونيسي، وهو الأمر الذي جعل الشيخ بخيت يصفه بالرجل العظيم. وعرج عمار طالبي في كلمة وجيزة على أعمال ومساهمات العلامة الجزائري عبد الحميد بن باديس التي كان هدفها بالدرجة الأولى التعليم، وتحفيظ القرآن، مشيرا إلى أن ابن باديس كانت له شخصيته ومنهجيته الخاصة في التعليم يوافق الفكر الاصلاحي في البعد والغاية، وجدد مطالبته بالاهتمام بأعمال رائد الإصلاح في الجزائر، وإيفائه حقه من الدراسة، ونشر أعماله، وتدريسها للأجيال القادمة، حتى نسلط الضوء عليه أكثر وننيط اللثام عن أمور يجهلها الكثيرون. للإشارة فإن الدكتور عمار طالبي أول جزائري نشر أعمال الشيخ عبد الحميد بن باديس سنة 1968، حيث سعى جاهدا لجمع الأرشيف المتناثر، مترددا بين مدينة الجسور المعلقة قسنطينة وتونس، ودون كل كبيرة وصغيرة بالقلم ثم استعان بالآلة الراقنة.