لا زال خطاب رئيس الجمهورية بترقية مهنة الصحافة وإشراكها في محاربة الفساد، يُلقي بظلاله على كافة المستويات. فالرئيس يبدو أنه عقد العزم على اتخاذ إجراءات صارمة تجعله يكمل البرنامج الذي وعد به دون إخلال أو تأخير، وهذا لن يتأتى إلا من خلال إشراك كافة الفعاليات وعلى رأسها السلطة الرابعة التي ستكون رهان الرئيس على كشف الكثير من المستور بعدما صارت الكثير من الحقائق تُحجب أو تُقدم لأعلى سلطة في البلاد على غير حقيقتها، فرغم القطيعة التي دامت عشر سنوات بين الرئيس والأسرة الإعلامية، تأكد لرئيس الجمهورية أن دور الإعلام لا يقلّ أهمية عن باقي القطاعات وربما يريد الرئيس من خلال تأكيده لمحتوى ما جاء في خطابه بعد أدائه اليمين الدستورية وكذا في رسالته التي وجهها إلى أسرة الإعلام، أن يعيد للإعلام دوره الحقيقي بعيدا عن أي تجاذبات سياسية، وهذا ما يستشف من خلال إشارته إلى أن الإعلام صار جهازا يستعمل من طرف بعض المنتفعين من الانفتاح الإعلامي. ورغم تأكيد بعض الملاحظين أن فتح مجال السمعي البصري لن يكون بالسهولة التي يتصورها البعض، إلا أن الصحافة المكتوبة سيتعزز دورها بعدة إجراءات لعل أبرزها مراجعة قانون الإعلام الذي وعد به رئيس الجمهورية، خاصة بعد العقوبات التي جاءت فيه كسيف مسلّط على رقاب الصحفيين، وثمّة أمر أساسي وجب الإشارة إليه وهو الفساد المستشري في الكثير من دواليب التسيير وحتى في أعلى المستويات وإطلاق عقال الإعلام لكشف هذه الحقائق هو إرادة حقيقية من الرئيس لتقليم أظافر الذين تاجروا في كل شيء وجعلوا من الفساد قاعدة قائمة بحد ذاتها ولم تعد حالات شاذة. ومن خلال تجربة رئيس الجمهورية في الحكم خلال عشر سنوات مضت استطاع من خلالها بلورة رؤية مستقبلية لدور الإعلام في التنمية والتوعية وحماية الاقتصاد الوطني، خاصة مع تفاقم البيروقراطية والرشوة مع كثرة المشاريع التي ينوي الرئيس إطلاقها. ويبقى الهاجس الأكبر لرجال ونساء الإعلام ليس في حرية التعبير فقط من حيث تلقي المعلومة؛ بل وحمايتهم من كافة أشكال التعسف واستعمال السلطة خاصة السلطة القضائية، التي صارت تستغل لمواجهة الصحفيين باتهامهم بالقذف وتسخيرها لضرب حرية التعبير ونقل المعلومة. والكثير من الملاحظين يرون أن إشارة رئيس الجمهورية لإعادة دراسة قانون الإعلام يعد خطوة في طريق إلغاء كافة المواد التي من شأنها رمي الصحفيين في السجون أو التضييق عليهم قضائيا، إضافة إلى هذا سيكون الوضع الاجتماعي للصحفيين على المحك خاصة وأن أسرة الإعلام تعاني الأمرّين من الناحية الاجتماعية وظروف العمل التي صارت أقل ما يقال عنها إنها لا تشرّف مهنة المتاعب ولا تعطي الصورة الحقيقية لما وصلت إليه الصحافة في بلادنا مقارنة ببعض الدول العربية التي لا زالت أمامها أشواط كبيرة لتصل إلى هذه المرحلة، فهل ستكون العهدة الرئاسية الثالثة عهدة للسلطة الرابعة .. ؟ بعد رسالة الاعتراف بتضحياتهم والثناء على عملهم صحافيون يباركون خطاب رئيس الجمهورية وينتظرون تجسيدا حقيقيا لمحتوى والخطاب لم تتباين آراء الإعلاميين في محتوى خطاب رئيس الجمهورية، مطالبين بتجسيد الخطاب على أرض الواقع وتحسين وضعهم الاجتماعي والمهني مع تسهيل مصادر الخبر والوصول إلى المعلومة مع عدم التمييز بينهم، خاصة وأن الكثير من المسؤولين صارت لهم حساسية كبيرة اتجاه الإعلاميين ولا يقدمون المعلومة سوى لبعض الوجوه الإعلامية التي تعمل في مؤسسات إعلامية معينة. فيصل حملاوي من يومية "الوسط" الكثير من الصحفيين مهددين في مناصب عملهم ثمّن صحفي "الوسط" فيصل حملاي، خطاب رئيس الجمهورية الموجه لأسرة الإعلام بمناسبة عيدهم، مؤكدا أن ثمّة أمل كبير ونية صادقة من طرف الرئيس لإعادة الاعتبار للصحفي بعد عقد من التهميش، معتبرا أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة السلطة الرابعة إذا صدقت النيات وتضافرت الجهود، داعيا إلى النظر بجدية إلى المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها الصحفيين خاصة وأن الكثير منهم مهددين في أرزاقهم، وهذا ما أدى إلى تأثيرات عادت بالسلب على الصحفيين سواء من جانبها النفسي أو حتى على مستوى أدائه الإعلامي. كما شدد حملاوي على ضرورة إعطاء أهمية للتكوين الصحفي وإعادة رسكلته خاصة مع التطور الحاصل في مجال الإعلام. فؤاد عبد العزيز يومية "البلاد" الخطاب إشارة ودية من الرئيس ونتمنى أن لا يكون خطابا مناسباتيا اعتبر الصحفي بيومية "البلاد" فؤاد عبد العزيز، خطاب رئيس الجمهورية إشارة ودية من طرف الرئيس للصحفيين، معربا عن أمله في أن يكون للخطاب صدى على أرض الواقع للإرتقاء بمهنة المتاعب وتحسين ظروف العمل، خاصة فيما تعلق منها بالجانب الاجتماعي الذي صار هاجسا حقيقيا يؤثر سلبا على أداء الصحفيين. كما ثمّن عبد العزيز وعد الرئيس القاضي بمراجعة قانون الإعلام، متمنيا في نفس الوقت أن تجسد هذه التعهدات على أرض الواقع وأن لا يكون خطابا مناسباتيا. مروان بن عبد الله "المسار العربي" نثمّن الخطاب ولكن ..؟ قال صحفي "المسار" مروان بن عبد الله، إن الأسرة الإعلامية بعد هذا الخطاب تنتظر فتح مجال السمعي البصري، وتسهيل عمل الصحفيين خاصة فيما تعلق منها بالوصول إلى المعلومة وإلغاء المادة 44 مكرر من قانون العقوبات المسلطة على رقاب الصحفيين. كما طالب بن عبد الله بضرورة تحسن الظروف الاجتماعية للصحافيين، ملحا في الوقت نفسه على إعادة انتخاب نقابة جديدة للصحافيين تكون جامعة لكل الصحفيين وتخدم أسرة الإعلام. كما شدّد بن عبد الله على ضرورة احترام بعض وسائل الإعلام للرسالة الإعلامية وعدم تجاوزها الخطوط الحمراء. أمين بن عمارة رئيس تحرير أسبوعية "الاقتصادي" نثمن الخطاب رغم تأخره ثمن رئيس تحرير أسبوعية" الاقتصادي" أمين بن عمارة نية رئيس الجمهورية في مراجعة قانون الإعلام، معتبرا أن الخطاب وإن جاء متأخرا إلا أنه يعد خطوة صحيحة في الطريق الصحيح، واصفا هذا الخطاب بأنه كسر للجمود القائم بين أعلى سلطة في البلاد وأسرة الإعلام، منوها في الوقت نفسه بهذه الخطوة التي أعادت الحرارة بين السلطة الأولى والسلطة الرابعة. وأعرب رئيس تحرير "الاقتصادي" أن يجسد هذا الخطاب على أرض الواقع خاصة وأن الكثير من القوانين الإيجابية -حسب بن عمارة- في ما يخص الإعلام، لم تطبق ميدانيا. لامية جودي – إعلامية وأستاذة تحصيل المعطيات إشراك الرئيس للإعلام في مكافحة الفساد خطوة في الطريق الصحيح اعتبرت الإعلامية والأستاذة الجامعية في مادة تحصيل المعطيات، لامية جودي، أن خطاب رئيس الجمهورية جاء ليظهر مدى أهمية السلطة الرابعة، كشريك في محاربة الفساد وكل أشكال التعسف، وترى بعد هذا الخطاب أنه ينتظر من الصحافة أن تغير الأوضاع السائدة وتعمل على الحفاظ على هذه المكتسبات لأجل الارتقاء بمهنة المتاعب وحماية الصحفيين من كافة أشكال التعسف. فيما أكد الأمين العام أحمد أويحيى على ضرورة ترقية المنظومة الإعلامية "الأرندي" يكرم الصحافة بالباهية وهران تتواصل بمدينة وهران فعاليات الاحتفاء باليوم العالمي للصحافة الذي صادف يوم 3 ماي، حيث نظم في هذا الإطار، مساء يوم أول أمس، المكتب الولائي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي "الأرندي"، حفلا تكريميا للصحافة الذين فقدتهم الساحة الإعلامية بالباهية، على غرار بختي بن عودة وجمال زعيتر، إلى جانب حسان غانوي وتميلي ولطفي. هذا، وقد استهل الحفل الذي احتضنه نزل "الرئيس" بالوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء الواجب الوطني، ومن ثمّ تقدم السيد قادة بن عطية الأمين الولائي للحزب بكلمة ترحيبية، أشاد خلالها بالدور الذي تلعبه مختلف وسائل الإعلام في تنوير الرأي العام. كما تطرق خلال حديثه إلى الدور الذي لعبته الصحافة الجزائرية قبل الاستقلال، وبعده، مؤكدا على ضرورة تذكر الرجال الذين تركوا بصمة في التاريخ من خلال أقلامهم التي لازالت تشهد على أمانتهم وحبهم لهذا الوطن. إلى جانب ذلك، قدم السيد ميلود شرفي، الناطق الرسمي ل "الأرندي"، رسالة إلى الأسرة الإعلامية وهي تحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة وحرية التعبير، نيابة عن الأمين العام للحزب السيد أحمد أويحيى، إذ حيا من خلالها الأسرة الإعلامية التي قدمت العديد من شهداء واجب الإعلام والتعبير، صحافيين وصحافيات، أكدوا مقاومتهم وصمودهم أمام الابتلاء المأساوي الذي عاشته الجزائر خلال العشرية السوداء، ناهيك عن جهود الدولة في ترقية المنظومة الإعلامية عبر مختلف وسائلها، سواء أكانت الصحافة المكتوبة أو السمعية البصرية. والدليل على ذلك، هو فتح عدة قنوات جديدة، على غرار قناة القرآن الكريم وقناة الأمازيغية، فضلا عن العدد الكبير للصحف الوطنية والجهوية. كما نوّه ذات المتحدث بضرورة حرية المبادرة الاحترافية ومراجعة قانون الإعلام، ليتكيف مع المستجدات الوطنية. بالإضافة إلى ذلك، ذكر السيد بوكرش عضو مجلس وطني بآراء التجمع الوطني الديمقراطي الذي يدعم دائما الصحافة، ويدعو إلى التكوين والشروع في خلق التنوع، ومن ثمّ دعا بعض الحضور لتكريم أسماء لمعت أقلامها في الصحافة المكتوبة، فقدتهم الباهية وهران وأبا الحزب إلا أن يتذكرها.