أخذت وحازت اليوم على التأشيرة، منحت تذكرة رحلة ذهاب، مكتوب عليها ذهاب بلا رجعة، اجتمعنا لمسامحة، وطالبة السّماح منّا، بنظرات لم نفهمها ودّعتنا…وخرجت. بعد مدة رن الهاتف..، ينبئنا لقد غادرتنا في غفلة، ودهشة تساءلت : كيف هذا؟ هل كانت تدري أن تلك خرجتها الأخيرة؟ نادتها الروح هناك. حتى تخرج بعيدا عنّا. بعد ساعات عادت إلينا… لكن هذه المرة محملة مغمضة، استقبلت بعيون دامعة، وقبلة وداع على الجبين. دخلت عليها بضع نسوة يجهزنّها لمثواها الأخير، طّهرنها، عطّرنها، والثوب الأبيض ألبسنّها. بنظرة وداع أخيرة. حمّلوها على الأكتاف، في موكب يزفّها إلى بيت فيه الخلوة. نعم لقد رحلت عنّا إلى حياة أخرى.. رحلت وأخذت معها نصائحها..غابت معها همساتها… وحملت معها خطواتها المخاتلة. وداعا نستودعك الله، فانتم السّابقون ونحن اللاّحقون.