إشتكى العديد من المرضى بولاية سيدي بلعباس من نقص أكياس الدم خاصة من فئة الزمر السلبية من فصيلة أ و ب ، وهي الوضعية التي أثرت وبشكل كبير على مواعيد إجراء العمليات الجراحية التي أجل العديد منها إلى مواعيد لاحقة . سجل بنك الدم بسيدي بلعباس تراجعا ملحوظا في عدد المتبرعين خلال الفترة الأخيرة ، حيث تشير الأرقام إلى تبرع حوالي 13 آلاف شخص منذ بداية السنة الجارية ، وهو العدد الذي يعتبر ضعيفا مقارنة بالطلب الكبير على هذه المادة الحيوية بالنظر إلى إرتفاع عدد المصابين بالأمراض التي تتطلب كميات هامة من الدم كأمراض السرطان ، فقر الدم والقصور الكلوي الحاد ، فضلا عن مرضى الإستعجالات من ضحايا حوادث المرور وغيرهم من ذوي الحالات المستعجلة. هذا و يمون المركز ستة مؤسسات إستشفائية بما في ذلك المستشفى الجامعي عبد القادر حساني وباقي المؤسسات الصحية كمستشفى بن باديس وتلاغ ، حيث تمكن خلال 2018 من جمع حوالي 4 آلاف كيس دم من طرف المتبرعين الوافدين إلى المركز تطوعا و8660 كيس من متطوعين لفائدة ذويهم كما تم جمع 848 كيس من الصفائح الدموية ، هذا و نظم المركز 155 خرجة ميدانية وحملات تحسيسية على مستوى مختلف الهيئات العمومية على غرار المركز الاستشفائي الجامعي عبد القادر حساني ومقرات الجماعات المحلية كالولاية ،الدوائر والبلديات إلى جانب مديريات كل من اتصالات الجزائر ، الجمارك والأمن الولائي وكذا متحف المجاهد ومسجد الأزهر بحي سيدي ياسين و مختلف كليات جامعة الجيلالي اليابس كما شملت حملات التبرع بالدم الساحات العمومية بوسط المدينة كساحة أول نوفمبر ، ساحة القبة السماوية التي نظم بهما حوالي 97 خرجة ميدانية. ورغم المجهودات المبذولة في الميدان إلا أن الكمية المجموعة تبقى بعيدة عن الإحتياجات اليومية للدم ، الأمر الذي أثر بشكل كبير على السير الحسن لمصالح الجراحة التي تضطر في عديد الأحيان إلى تأجيل العمليات الجراحية المبرمجة بسبب نقص أكياس الدم خاصة ما تعلق بالزمر السلبية ، الأمر الذي يضطر بذوي المريض إلى الإستنجاد بالنداءات عبر الإذاعة المحلية والمساجد للظفر بمتبرعين حاملين لنفس الزمر ، خاصة وأن البنك يرفض إستبدال الزمر بحجة انعدام السلبية منها . وفي خطوة لتسهيل عملية البحث عن المتبرعين استحدث مجموعة من الشباب المتطوعين بنك الدم الإلكتروني عبر الفايسبوك لتمكين المحتاجين من الوصول إلى المتبرعين في وقت قصير وبجهد أقل وهي المبادرة التي إستحسنها الكثر من مرتادي هذه الصفحة، التي تضم إعلانات للمحتاجين للتبرع وأرقام هواتفهم وفي المقابل يتم التسجيل في الموقع للراغبين في التبرع لتسهيل الوصول إليهم ، الأمر الذي ساعد الكثير من المرضى في الحصول على تبرعات في وقت قصير باعتبار أن استعمال الوسائط الإلكترونية أضحى منتشرا بكثرة ويساهم بشكل كبير وسريع في إيصال المعلومة.