تعليمة لاسترجاع ممتلكات البلديات واستغلالها لصالح الشباب مشروع التقسيم الإداري للهضاب يجسّد هذا العام أشرف، أمس، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نورالدين بدوي، بالعاصمة، على الاحتفالات الخاصة باليوم الوطني للبلدية، حيث كانت المناسبة فرصة لمعاينة وإطلاق بعض المشاريع التنموية عبر بلديات العاصمة، داعيا إلى إنشاء مندوبيات على مستوى المقاطعات الإدارية الجديدة بالعاصمة بهدف التقرب من المواطنين والتكفل بانشغالاتهم، كون العاصمة أصبحت شاسعة بعد إعادة تنظيمها وتشييد أحياء سكنية جديدة. كد بدوي على ضرورة «تقريب الإدارة من المواطن من خلال استعمال التكنولوجيات الحديثة وتجسيد اللامركزية في تسيير الإدارة، إلى جانب العمل بجدية للتكفل بالانشغالات اليومية للمواطن، داعيا المنتخبين المحليين لبذل المزيد من المجهودات، والتواصل المباشر مع المواطنين والاستماع لانشغالاتهم اليومية خاصة المتعلقة بمجال قطاع السكن. خلال زيارته إلى بلديات العاصمة دعا الوزير إلى تعميم البلدية الإلكترونية تجسيدا لتعليمات الوزارة المتعلقة بعصرنة الإدارة إلكترونيا، كخطوة فعالة لتقريب المواطن من الإدارة من خلال تفعيل دور المنتخبين، وخلق روح التواصل بين المسؤول المواطن. وقال الوزير، إن الجزائر تخطو اليوم خطوة إيجابية بفضل الإدارة الإلكترونية، مشيرا الى ان 18 وزارة مرتبطة الكترونيا بوزارة الداخلية، ما يعني أن القطاعات الوزارية ليست بحاجة إلى استخراج الوثائق بالطرق التقليدية، غير أنه استنكر التصرفات غير المسؤولة لبعض المسؤولين والموظفين الذين - بحسبه- لازالت البيروقراطية متغلغلة في أذهانهم، حيث دعا إلى ضرورة محاربة هذه الظاهرة وتشجيع كل مشروع من شأنه أن يساهم في خدمة البلاد، مؤكدا في نفس الوقت قدرة المواطن التغلب عليها. وأشار الوزير إلى أهمية المرفق العام الذي يعد من الأولويات التي أعطاها الرئيس اهتماما خاصا واعتمدتها الوزارة الوصية، في إطار تحسين الخدمات وتقريب مختلف المصالح من المواطن، كما باشرت مصالحه إصلاحا مس عدة مجالات منها ما تعلق بدعم اللامركزية لإصلاح الجماعات الإقليمية. وأعطى بدوي تعليمات صارمة لاسترجاع جميع ممتلكات البلديات واستغلالها لصالح الشباب، كما دعا الى فتح كل المرافق المغلقة خاصة منها الرياضية وإعادة تهيئتها لصالح الجمعيات الشبانية، مؤكدا استنكاره الشديد لغلق مثل هذه المنشآت، قائلا: «من غير المعقول حرمان آلاف الشبان الاستفادة من مثل هذه المنشآت»، مشددا على أهمية إنشاء فضاءات جديدة للترفيه على مستوى العاصمة، لا سيما وأن خليج الجزائر يضم «قرابة 2،5 مليون نسمة. في هذا الصدد، طالب بدوي من المسؤولين المحليين التطبيق الصارم لسياسة القضاء على الأحياء القصديرية بهدف توفير فضاءات جديدة واستغلالها في إنشاء هياكل ترفيهية، مؤكدا لدى زيارته مشروع خليج الجزائر على أهمية الشراكة بين المستثمرين العموميين والخواص لتوسيع مشروع تهيئته الذي رصد له مبلغ مالي يقدر ب 100 مليار دج وذلك بالتنسيق مع القطاعات الوزارية الأخرى. ودعا بدوي السلطات المحلية لفتح المجال أمام الاستثمار ومنح تسهيلات إدارية وإجرائية لكل الشباب حاملي المشاريع خاصة في الميادين الجديدة، مجددا عزم الدولة على استكمال مشروع التقسيم الإداري الجديد، وذلك بالقول: إنه «لا نية لدى الحكومة للعدول عن استكمال مشروع التقسيم الإداري الجديد»، مشيرا إلى أن المرحلة الثانية منه والتي تشمل ولايات الهضاب العليا سيتم «تجسيدها خلال السنة الجارية.