انتشرت في الآونة الأخيرة، ظاهرة استخدام المفرقعات في الأعراس... وفي بعض الأحيان يتمادى أصحاب العرس في إطلاق عيارات نارية بذخيرة حيّة، رغم أن هذه الأخيرة في تضاؤل مقارنة بالألعاب النارية والمفرقعات. أصبح مثل هذا السلوك الخطير، موضة الأعراس حاليا... فبعد أن كان يقتصر على الأثرياء والطبقة الفنية في بلادنا، وهذا أمر مقبول بالنظر إلى طريقة بناء بيوتهم ومساكنهم التي تعتمد على وسائل وتقنيات عازلة وكاتمة للصوت والصخب إذ لا يمكن لأحد خارج هذه الأسوار أن يشعر بأن وليمة أو عرس يقام بالمكان رغم قربه منه. إنتقال عدوى استخدام المفرقعات في الأعراس من الأحياء الراقية إلى الأحياء الشعبية المكتظة بالسكان، أصبح من المظاهر المأساوية التي تنغّص حياة المواطنين وتزعجهم، خاصة وأنها مستفحلة بشكل ملفت للإنتياه، إذ لا يكاد يخلو عرس منها باعتبارها مظهر من مظاهر التعبير عن الفرح والإبتهاج بالمناسبات السّارة والسعيدة... وما يزيد الطين بلّة أن الولائم تقام على ساحات العمارات وعلى أسطحها في الهواء الطلق، ولكم أن تتخيّلوا مصدر الإزعاج والقلق الذي يسببه هؤلاء للآخرين، خاصة وأن حفلات الزفاف تدوم إلى وقت متأخر من الليل، مما يثير فزع الصغار ويحرم الكبار من النوم والراحة. ناهيك عن أضرار المفرقعات، حيث ظهرت في الآونة الأخيرة أنواعا خطيرة مصنوعة من مواد سريعة الإشتعال، وهو ما يضعاف حجم الخطر في حالة وقوع حادث... وفي هذا الصدد، تسجل مصالح الاستعجالات في المستشفيات المتواجدة عبر الوطن، حالات حروق تتفاوت درجاتها في جسم المصاب، خاصة إذا كانت في أماكن حساسة في الوجه كالعين، مما يتسبب في حدوث عاهة مستديمة. وبما أن مثل هذه الظواهر السلبية، تمسّ بصحّة وسلامة المواطن مباشرة، فعلى السلطات المعنية تكثيف الرقابة ومنع استيرادها، لأن مثل هذا الإجراء وفقط كفيل بمنعها نهائيا في الأسواق وتجنّب أضرارها.