سياسة الصّمت ولّدت هذه الوضعية اعتبر احمد قوراية أستاذ محاضر وخبير في علم النفس في تصريحه ل«الشعب»، أن الحراك عبارة عن «انفجار نفسي للمواطن والشعب بأكمله، جراء معاناة نفسية والأضرار النفسية التي لحقت به من طرف مسؤولين لم يعيروا له العناية والاهتمام، احتقروه واستفزّوه». قال الخبير قوراية إن الحراك الشعبي الأخير هو امتداد لحراكين سبقاه أكسب الشعب الجزائري من خلاله الوعي النفسي السياسي الاجتماعي لا مثيل له في العالم. وأضاف أن هذا الحراك هو امتداد متواصل للوعي السياسي، الاجتماعي حيث رفعت فيه شعارات سياسية تؤكد الوفاء للشهداء، ما يجعله متماسكا ومحافظا على التآخي والوحدة. وفيما يتعلق بتدرج الشعب في مطالبه والرفع من سقفها كل جمعة جديدة، يرى الخبير أن الشعب ينطلق من مطلب ثم يجمع كل المطالب التي تشكلت لديه نتيجة معاناة نفسية واجتماعية ويطالب بها بصفة كلية، «وهذا ما حصل في الحراك الشعبي، بحيث أنه لاحظ أن المطالب الشعبية تزيد جمعة بعد جمعة». كما لاحظ المتحدث أن «الشعب يرفض من يمثله، فهو فضّل الأسلوب المخاطب السياسي الجماعي والمباشر، ورفض الموالاة ورفض بعض العناصر التي ركبت موجة الاحتجاج الشعبي، وأحيانا وصل إلى طرد هؤلاء كلهم بدون استثناء من مسيرات سلمية حيرت العالم». المواطن يعتز بجزائريّته وحريّته من جهة أخرى ذكر الأستاذ أنّ «الانفجار النفسي الذي عبّر عنه المواطن في المسيرات السلمية للمواطن جعله يبحث عن الثقة النفسية للاعتزاز أنه جزائري حر، يضع نصب الاعين تغيير النظام السياسي بعمق والتطلع لجزائر الجمهورية الجديدة». رسالة الرّئيس حملت بعض الشّفرات مطمئنة وفيما يتعلق برسالة الرئيس بوتفليقة في عيد النصر، قال المتحدث إنّها حملت بعض الشفرات لطمأنة الشعب الجزائري، بحيث وعد انه يقوم بندوة وطنية تجمع كل أطياف المجتمع لإخراج الجزائر من أزمتها الحالية، مشيرا إلى أن هذه الرسالة بمثابة إعادة قوته السياسية، من خلال ندوة يريد أن يقوم بها، قائلا إن الرئيس لابد أن يقوم بمهمّته باعتباره شرعيا حتى 28 أفريل المقبل.