اتهمت ليبيا الدول الغربية التي تشارك في الحملة العسكرية ضدها باستعمال ما يسمى المجلس الوطني الانتقالي كغطاء سياسي لتنظيم القاعدة، واستندت السلطات الليبية في اتهاماتها الى خلفيات مقتل عبد الفتاح يونس المسؤول العسكري لما يسمى المجلس الوطني الانتقالي، يوم الخميس الماضي. وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الليبيبة موسى ابراهيم في مؤتمر صحفي عقده بفندق ''ركسوس'' أن طريقة مقتل القائد العسكري عبد الفتاح يونس تحمل بصمات تنظيم القاعدة من خلال توقيف عبد الفتاح واثنين من مرافقيه وهو عائد من البريقة وفتح النار عليهم لتقوم بعدها المجموعة بحرق جثثهم وهي طريقة بشعة تحمل بصمات تنظيم القاعدة. وأضاف المتحدث أمام وسائل الإعلام العالمية التي تغطي الحرب على ليبيا أن الأقنعة سقطت على ما يسمى المجلس الوطني الانتقالي الذي ظهر أنه غطاء سياسي لتنظيم القاعدة للمغرب العربي الكبير، يعمل بالتنسيق مع حلف الناتو من أجل بث الفوضى والتخريب في ليبيا وتبرير الهمجية التي يذهب ضحاياها أبرياء عزل. وقال منشط الندوة الصحفية، ان ما حدث لعبد الفتاح يونس يعكس هشاشة وضعف ما يسمى المجلس الوطني الانتقالي، حيث عجز عن إرساء أدنى أبجديات التنظيم الإداري سواء للمدنيين أو لنفسه. فبعد كل الوقت الذي مر مازالت الفوضى هي السائدة. وأكد في سياق متصل أن أعضاء ما يسمى المجلس الوطني الانتقالي الذي يقوده عبد الجليل مصطفى يعرفون بأن تنظيم وعصابات القاعدة هي التي تقف وراء الفوضى، غير أنهم يقفون عاجزين خوفا من القضاء عليهم من قبل اسماعيل الصلابي وفوزي بلبكت، أبرز عناصر القاعدة والمعروفين لدى مختلف دول العالم وحتى لدى أعضاء ما يسمى المجلس الوطني الانتقالي وقال أتحاداهم إن كانوا قادرين على قول الحقيقة أو التصدي لهم. ودعا الناطق الرسمي باسم الحكومة الليبية الى سكان بنغازي ومختلف المدن الشرقية الى أخذ العبرة مما يحدث والعمل على العودة للتعقل والحكمة، لأن كل شيء بات مهددا، فلا النفوس ولا الممتلكات ستنجو من همجية هذا التنظيم. وفي سؤال ل «الشعب» لأمين عام مكتب وزير الخارجية خالد كعيم حول نشاط تنظيم القاعدة وانتشاره في منطقة الساحل الإفريقي والتخوف من وصول أسلحة متطورة وجديدة لهذا التنظيم، قال ''ان الانشغال حقيقة تجعلنا نتابع عن كثب تطور هذا الملف الذي يعتبر ملفا يجب أن نحتاط منه، موضحا أن الجزائر ملمة جيدا بهذا الموضوع وتبذل مجهودات كبيرة لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل، وأعرف أنها كثفت جهودها لحماية حدودها مع ليبيا من أية محاولات تسلل لتنظيم القاعدة، بالاضافة الى مجهودات النيجر ومالي التي تقبض دائما على مجموعات تنتمي لهذا التنظيم الذي يعمل كل ما في وسعه لتهريب السلاح من ليبيا. وأتخوف من هشاشة الوضع الأمني في بعض مناطق ليبيا التي قد تسمح بمرور الأسلحة لتنظيم القاعدة الذي قد ينقل المعارك الى أية دولة في منطقة الساحل''. عبد الجليل مصطفى كان يسعى دائما للعفو عن الإرهابيين لاستغلالهم مستقبلا وهو ما حدث صرحت المحامية الليبية عفاف يوسف أن العناصر الارهابية المنتمية لتنظيم القاعدة خونة ومرتزقة، بحيث استغلوا إجراءات العفو التي أقرتها السلطات منذ سنوات، وأضافت ''قبلت بالمرافعة عن الكثير من الملفات أمام محكمة أمن الدولة التي أنشئت في 2007، بدلا من المحكمة الخاصة ومحكمة الشعب وهذا للفصل في القضايا الخاصة بالارهاب وبعد اتباع كل الاجراءات القانونية، تم تبرئة الكثير منهم ومنهم من حكم عليه بأحكام مخففة، حيث عملت الدول بعد استلام الكثير منهم من الخارج على إعادة إدماجهم من خلال توفير الظروف الاجتماعية المناسبة، واستفادوا بذلك من مؤسسة القذافي الخيرية ومن تعويضات وأموال لشراء سكن ومزاولة نشاطات تسمح لهم بتحسين أوضاعهم، غير أننا تفاجأنا من معاودة من كانوا ينتسبون لأحزاب محظورة وهي تنظيم الجهاد والجبهة الإسلامية المقاتلة والسلفية لنشاطاتهم سريا وتبين أن مؤامرة دنيئة كانت تنسج في الخفاء لاستغلال هؤلاء لضرب استقرار ليبيا''. وقال نفس المصدر، أن العضو في ما يسمى المجلس الوطني الانتقالي عبد الجليل مصطفى الذي كان وزيرا للعدل قد مهد الطريق لعودة التنظيمات الارهابية الى الساحة، حيث بات في السنوات الأخيرة كثير التردد على باريس وواشنطن ويكون قد شارك في المؤامرة الكبيرة التي تدفع ليبيا ثمنها حاليا من خلال قبوله استغلال سذاجة عناصر التنظيم الارهابي بتوصية من الغرب لتوظيفهم في حالة قلب النظام وهو ما يؤكد التحاق هؤلاء بالمتمردين في أول فرصة سمحت به الأحداث، وقد تبين أن الأحداث التي عاشتها ليبيا كانت سيناريو محبوكا بدقة وبمشاركة أطراف أجنبية. وأشارت المحامية الى ان الارهابي عبد الحكيم لحصايدي المعروف لدى مختلف دول العالم والمطلوب لدى محاكم الكثير من الدول قد تسلمته ليبيا من كندا وبعد المرافعة عنه تم اطلاق سراحه، حيث عاود السفر للخارج وأنشأ جمعية خيرية لمساعدة معتنقي الاسلام الجدد، غير أن السلطات الليبية سرعان ما كشفت وجود ممارسات مشبوهة، وهو ما جعله محل متابعة من جديد. ومن العناصر الإرهابية الخطيرة والتي تكون وراء مقتل زعيم المتمردين العسكريين عبد الفتاح يونس في بنغازي اسماعيل الصلابي الذي يعتبر من أخطر العناصر التي تنشط رفقة حوالي 400 شخص آخر تحت إمارة المجلس الوطني الانتقالي. ويتعرض شباب المدن الشرقية لليبيا الى حملات غسيل مخ كبيرة لاقناعهم بالمخططات الجهنمية التي تسعى لتقسيم ليبيا من خلال الترويج للأفكار المتطرفة وتأليبهم على النظام من خلال استغلال قضية سجن أبو سليم الذي شهد حركة تمرد كبيرة، انتهت بوفاة 1200 سجين ينتمي معظمهم الى المناطق الشرقية كدرنة وبنغازي، وقد ساهمت عناصر تنظيم القاعدة والذين خططوا لأحداث ليبيا في ما يحدث حاليا من عمليات تدمير ونهب واغتصاب. الجزائر تفطنت للمؤامرة منذ البداية ولا بديل عن التضامن مع ليبيا رفضت الجزائر منذ البداية المؤامرة المحاكة ضد ليبيا واعتبرت التهويل الذي صاحب الأحداث مطية للتدخل العسكري في المنطقة لبث الفوضى ومنه السماح لتنظيم القاعدة بتقوية وتوسيع شبكاته في منطقة الساحل الافريقي، حيث اتضح بعد العدوان على ليبيا فتح الطريق لوصول الأسلحة الثقيلة والفتاكة لهذا التنظيم واستعماله مستقبلا في العديد من الأهداف الجيو استراتيجية من قبل الغرب. ويظهر أن مجهودات الجزائر من خلال التنسيق مع دول الجوار دون التدخل العسكري المباشر قد أزعج العديد من الدول الغربية التي فشلت في محاولات التوغل وانكشفت نواياها الخبيثة، غير أنها عادت من بوابة ليبيا والناتو، مما زاد من فشلها في ظل عدوان حلف الناتو الذي وقع في فخ سيصعب له الخروج منه. واتضح أن العدوان على ليبيا يحمل الكثير من الأهداف الخفية وأهمها إجبار دول الساحل الإفريقي على طلب المزيد من الأسلحة عبر صفقات التسلح، تحسبا لمواجهة تنظيم القاعدة، وهو ما قد يدفع سماسرة السلاح والحروب الى وقف العدوان إذا ما تم شراء أسلحة منهم، وتجنب ضغط كبار ملاك مصانع الأسلحة الذين يصنعون الرؤساء في الغرب.