تم عقد قران حوالي 200 زوج من الفئات المحرومة خلال عطلة نهاية الأسبوع عبر مختلف مناطق ولاية غرداية في أعراس جماعية وفقا لتقاليد الأجداد بالمنطقة.واستقطبت هذه المبادرة التي نظمت من طرف النسيج الجمعوي (جمعيات الأحياء وأخرى دينية) حشود كبيرة من الحاضرين من أقارب العرسان والسلطات المحلية وزوار آخرون بالإضافة إلى سياح، وتم تمويل هذه الأعراس الجماعية التي تصادف عطلة الربيع، في جومن الود والتضامن من طرف المحسنين والمتبرعين وذلك قصد توطيد الروابط الاجتماعية وترقية وتعزيز ثقافة التضامن في المجتمع. «إن الهدف من هذه التظاهرة هوتشجيع الزواج وفقا لقيمنا الإسلامية ومساعدة الشباب في ضائقة مالية في توديع حياة العزوبية والاندماج في المجتمع قبل الوقوع في الانحراف»، حسبما أكده الحاج محمد، أحد منظمي عرس جماعي لحوالي 20 زوج من حي ثنية المخزن (غرداية). وتم تنظيم هذه الأعراس الجماعية الموجه للعائلات البسيطة وفقا للعادات والتقاليد العريقة لمنطقة غرداية والمستوحاة من طقوس الأجداد في التعاون والتضامن بمختلف قصور وادي ميزاب، كما أوضحه من جهته السيد ب.متاهري عضومنظم لعرس جماعي بقصر مليكة . حيث تشكل الأعراس الجماعية ‘'فرصة لتعزيز قيم التضامن والترابط الاجتماعي بمنطقتنا حسب عاداتنا الموروثة عن أعراس الأجداد''، حسب ما ذكره في نفس السياق السيد يوسف عزوز، أحد أعيان منطقة ضاية بن ضحوة. بعد الانتهاء من مأدبة العشاء التي تتألف أساسا من طبق الكسكس المزين بلحم الإبل والمحضر بفضل هبات وتبرعات المحسنين تنص عادة الأجداد بالمنطقة على أن يتقدم الأزواج الجدد رفقة مساعديهم (الوزران) أمام مئات المدعوين على منصة هيئت خصيصا للمناسبة من أجل حفل تلبيس العريس الجديد. ويحضر حفل اللباس المنتظر بشغف خلال سهرة الزفاف أفراد عائلات وأصدقاء العرسان الجدد والمحسنين والمتبرعين وكذا السلطات المحلية وبعض السياح والزوار العابرين للمنطقة. كما يرغب العديد من الزوار والسياح الذين يزورون غرداية لأول مرة اكتشاف سحر وأصالة العرس الجماعي وكذا عادة تلبيس العرسان، ما دفع بأصحاب الوكالات السياحية إدراج هذه العادات الخاصة بالاحتفال بالزفاف بغرداية ضمن خدماتهم .وبحسب التقاليد فان كل عريس جديد يتم تلبيسه من طرف إمام مختار من طرف عائلته وذلك أمام الجمهور الحاضر الذي يردد الأغاني الدينية.ويتم بالموازاة مع ذلك تنظيم حفل خصيصا للنساء من اجل تلبيس الزوجات الجديدات كما تمت الإشارة إليه. ووفقا لمنظم حفل الزفاف الجماعي يجمع 50 زوج بمدينة بريان فان التحضيرات قد استغرقت أشهر عديدة، مبرزا أن العرسان استفادوا من برنامج تحضيري كامل بحسب الاحتفالية المحلية حول دور الزواج في تكريس قيم الاستقرار والازدهار في المجتمع.ويتم خلال مختلف مراحل هذا العرس الجماعي إلقاء من طرف الأئمة خطب حول فضل الزواج في تكريس قيم الاستقرار والتضامن الاجتماعي وكذا دور الزوجين في تماسك المجتمع الإسلامية.وذكر احد الأعضاء المنظمين لعرس جماعي بغرداية ، أن تكاليف الزفاف مكلفة للغاية وتعيق عديد الشباب في تكوين أسرة، قائلا أن دوره هومساعدة الشباب المنحدرين من عائلات فقيرة على ولوج الحياة الزوجية وبناء أسرة.