أكّدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أنه لا حل عسكريا للأزمة الليبية، وكشفت عن سعيها لإيجاد موقف أوروبي موحد يعجل بوقف اطلاق النار و»انسحاب القوات المعتدية، وعودة الليبيين إلى المسار السياسي الذي ترعاه الأممالمتحدة». جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع المستشارة الألمانية برئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج، الذي يقوم بجولة أوروبية بدأها بروما قبل أن يتنقل إلى برلين، مساء أمس الأول، حيث بحث الطرفان تداعيات الاعتداء الذي تتعرض له العاصمة الليبية طرابلس منذ أكثر من شهر والموقف الأوروبي والدولي حياله. وحضر اللقاء عدد من المسؤولين في الحكومة الألمانية والوفد المرافق للسراج. وأعربت ميركل، في بداية اللقاء، عن ترحيبها بزيارة السراج إلى ألمانيا، وجدّدت «دعم بلادها لحكومة الوفاق الوطني»، وتأكيد إدانتها للاعتداء على طرابلس وما نتج عنه من قتل وترويع للمدنيين، مشددة أنه «لا حل عسكري للأزمة الليبية». كما أعلنت المستشارة عن «سعي ألمانيا لإيجاد موقف أوروبي موحد، يعجل بوقف اطلاق النار وانسحاب القوات المعتدية، وعودة الليبيين إلى المسار السياسي الذي ترعاه الأممالمتحدة». من جانبه، أعرب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، عن تقديره للموقف الألماني «الواضح والصريح»، والذي سمى الأشياء بمسمياتها ولم يساوي بين المعتدي والمعتدى عليه، وأمله بنجاح ألمانيا في توحيد الموقف الأوروبي، وأن يكون هذا الموقف «حازما وفعالا» في رفضه للاعتداء على طرابلس، وما صاحبه من «جرائم حرب» من قبل القوات المعتدية وانتهاكات للقانون الدولي وللسيادة الليبية من قبل الدول الداعمة له. وأكد في السياق ذاته، أن قوات حكومة الوفاق والقوات المساندة «ستواصل القتال دفاعا عن العاصمة وأهلها، إلى أن ترغم القوة المعتدية على الانسحاب والعودة من حيث أتت». وأوضح السراج بأن الاعتداء الذي وقع أثناء تواجد الأمين العام للأمم المتحدة في طرابلس، وبينما تستعد ليبيا لعقد المؤتمر الوطني الجامع، وبعد ما حدث من تفاهمات مع حفتر «يفسر دوافعه وغاياته»، فهو «انقلاب على الشرعية وخروج عن القانون، ومسعى لإعادة البلاد لحكم الفرد»، مؤكدا أن «هذه الأوهام ستتحطم على أبواب طرابلس وعلى صخرة المقاومة»، وأنه «لا عودة مطلقا للحكم الشمولي ولا تنازل ابدا عن الدولة المدنية». ومن جانب آخر، تناولت المحادثات بين ميركل والسراج، العلاقات الثنائية وسبل التخفيف من آثار العدوان وتداعياته على مختلف الأصعدة، وآفاق التعاون بين البلدين بعد عودة الاستقرار. وقدّم رئيس المجلس الرئاسي الليبي لمحة تتضمن ما سبق الاعتداء على طرابلس من توافق على خطة المبعوث الاممي، غسان سلامة، وما أحدثه الاعتداء من تهديد لمسار التسوية السياسية، وسبل ترميم ذلك. وحل السراج ببرلين، مساء أمس قادما من العاصمة الإيطالية روما، التي بدأ منها جولته إلى عدد من العواصم الأوروبية، بهدف وضع الدول المهتمة بالشأن الليبي في الصورة الحقيقية للأحداث وتداعياتها التي لن تقتصر على ليبيا.