حمل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية, المشير المتقاعد خليفة حفتر مسؤولية عودة تنظيم (داعش) الإرهابي إلى البلاد,بعدما نجحت الحكومة الشرعية في القضاء عليه, محذرا من أن الاعتداء على العاصمةطرابلس سيوفر مناخا مناسبا لعودة التنظيمات الإرهابية. يأتي هذا التحذير في أعقاب هجوم لإرهابيي (داعش) بمدينة سبها في جنوب ليبيا, السبت, أوقع تسعة قتلى, وأدانته بعثة الأممالمتحدة في ليبيا.وذكرت مصادر إعلامية ليبية, نقلا عن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني, «أن أطماع حفتر للوصول إلى السلطة تؤدى بالبلاد إلى انزلاقات خطيرة وتجعلها لقمة سهلة للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش», محملا إياه مسؤولية عودة تنظيم(داعش) الإرهابي إلى البلاد, بعدما نجحت الحكومة في القضاء عليه. واعتبر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أن «محاولة الاعتداء على العاصمة طرابلس, سيوفر مناخا مناسبا لعودة التنظيمات الإرهابية», حيث أن الهجوم العسكري الذي تنفذه قوات حفتر, ساهم في ضرب الاستقرار في البلاد وخلف قتلى وجرحى وعشرات الآلاف من النازحين جراء الاشتباكات. وفي سياق متصل, التقى رئيس المجلس الرئاسي, القائد الأعلى للجيش الليبي, فائز السراج, وفدا يضم مجموعة من الخبراء والأكاديميين من مدن ليبية مختلفة, حيث بحث معهم الوضع العام وتداعيات الاعتداء الذي تقوم به قوات حفتر على العاصمة طرابلس. وتطرق الاجتماع أيضا إلى القضايا التي تواجه المشهد السياسي بعد انتهاء الحرب ودحر العدوان, والجهود المطلوبة لترميم ما تسبب فيه العدوان خاصة في الجانب الاجتماعي, ووضع الأسس التي تمنع تكراره. وأعرب أعضاء الوفد عن دعمهم لما أكده السراج, بأن «وقف إطلاق النار يرتبط بانسحاب القوات المعتدية وعودتها من حيث أتت», كما قدموا تفصيلا للقائهم مع البعثة الأممية للدعم في ليبيا, ومقترحاتهم لبرامج عمل على مستويات مختلفةلمواجهة العدوان. وكان فائز السراج, قد أكد -في وقت سابق- أن حكومة الوفاق «عازمة على دحر العدوان» الذي يقوده خليفة حفتر على العاصمة الليبية وضواحيها, وأضاف أنه «لايمكن الحديث عن وقف إطلاق النار قبل انسحاب القوات المعتدية وعودتها من حيث أتت», مشددا على ضرورة محاسبة مرتكبي جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي طالت المدنيين. تصميم على دحر القوات المعتدية وفي سياق التطورات, أكد رئيس المجلس الرئاسي, خلال اللقاء, بأن «الأوضاع في الميدان جيدة على كافة المحاور», وأن القوات المسلحة والقوات المساندة تنفذ هجمات مضادة, وتمضي قدما لتحقيق هدفها بدحر القوات المعتدية وإرغامها على الانسحاب والعودة من حيث أتت. وفي هذا السياق, نفى المتحدث باسم حكومة الوفاق الليبية, مهند يونس, ما تم تداوله عبر بعض وسائل الإعلام بشأن استلام قوات الوفاق لأسلحة من تركيا. ومن جانب آخر, أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية عن حجم الخسائر الناجمة عن الأضرار التي لحقت بجنوب العاصمة طرابلس, والتي قدرت ب5 ر42 مليون دينار. وكانت منظمة الصحة العالمية في ليبيا, قد أعلنت عن مقتل 392 شخاصا وإصابة 1963 آخرين منذ اندلاع الاشتباكات بالقرب من طرابلس في 4 أفريل الماضي, على إثر هجوم قوات خليفة حفتر على العاصمة الليبية. ونددت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من دول العالم بهجوم قوات حفتر, واعتبرته «مقوضا» لكل الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي في ليبيا ينهي الأزمة القائمة بالبلاد منذ عام 2011. من جانبه, أكد رئيس بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا, غسان سلامة, «رفضه التام لأي اعتداء على المدنيين والمنشآت المدنية, والذي يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي».