خرج الالاف من الليبيين في المدن الرئيسية للبلاد، في مظاهرات للتنديد بالعدوان العسكري الذي تشنه قوات حفتر على العاصمة طرابلس، ولرفض التدخل الاجنبي في شؤون البلاد. وقد شهدت عدة مدن ليبية، على غرار طرابلس ومصراتة، مسيرات ضد العدوان العسكري الذي شنه حفتر للسيطرة على العاصمة، والذي خلف 392 قتيل ونحو ألفين مصاب، ولرفض التدخل الاجنبي في شؤون البلاد، وفق ما افادت تقارير صحفية. وتسببت المعارك الدائرة حول العاصمة الليبية طرابلس، منذ اندلاعها في 4 أفريل المنصرم، في تدهور الأوضاع الإنسانية غربي ليبيا، بحسب الأممالمتحدة. وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا، فائز السراج، قد اعلن يوم الخميس، أن حكومة الوفاق عازمة على دحر العدوان بقيادة خليفة حفتر على العاصمة الليبية وضواحيها، ولا كلام عن وقف إطلاق النار قبل انسحاب القوات المعتدية وعودتها من حيث أتت، مشددا على ضرورة محاسبة مرتكبي جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي طالت المدنيين. وجاء ذلك خلال اجتماع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، بالمبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، ونائبته للشؤون السياسية، السفيرة ستيفاني ت. ويليامز، بمقر المجلس بالعاصمة طرابلس، لبحث مستجدات الأوضاع بالعاصمة وجهود الأممالمتحدة لوقف الاعتداءات واستئناف العملية السياسية. وأكد السراج أنه لا وقف لإطلاق النار، حتى يتوقف الاعتداء، وتنسحب القوات المعتدية من حيث أتت، وذلك في رده على الدعوات المطالبة بوقف إطلاق النار وعودة العملية السياسية ونقاط هامة أخرى، مشددا على ضرورة محاسبة مرتكبي جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي طالت المدنيين. من جانبه، أعلن غسان سلامة رفضه التام لأي اعتداء على المدنيين والمنشآت المدنية، والذي يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي، مضيفا بأن المجتمع الدولي يدرك بأن لا حل عسكري للأزمة الليبية، وأنه يبذل كل الجهد لإيجاد موقف دولي موحد ينهي هذه الحرب. ونددت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من دول العالم بهجوم قوات حفتر واعتبرته مقوضا لكل الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي في ليبيا ينهي أزمة القائمة بالبلاد منذ عام 2011. تصعيد متواصل حول طرابلس من جهة أخرى، قالت مصادر محلية في مدينة سبها الليبية، إن 8 جنود قتلوا في هجوم على معسكر تابع للجيش الوطني الليبي. وأعلن الجيش الوطني الليبي، بقيادة خليفة حفتر، عن تصديه للهجوم المسلح الذي تعرضت له المنطقة العسكرية في سبها، متهما مسلحين من داعش والمعارضة التشادية بالوقوف ورائه. وذكرت مصادر محلية، أن الهجوم استهدف مقر الكتيبة 160 شمال شرق المدينة، الواقع بمحاذاة مستودع سبها النفطي. وأفاد مصدر عسكري لوكالة سبوتنيك الروسية، بوصول دعم وتعزيزات عسكرية من قبل قوة التمركزات الأمنية والغرفة المشتركة التابعة ل الجيش الوطني الليبي ، وأنه تم فك الحصار عن الكتيبة التي تعرضت للهجوم. على صعيد آخر وفي ضوء الاشتباكات حول العاصمة الليبية طرابلس، أعلن الناطق باسم عملية بركان الغضب ، مصطفى المجعي، أن قوات حكومة الوفاق سيطرت على تمركزات تابعة لقوات حفتر في محور وادي الربيع، ودمرت عددا من الآليات، مشيرا إلى بدء تمشيط المناطق المسيطر عليها. ونوه المجعي إلى خروج تظاهرات بمدن طرابلس، ومصراتة، وزليتن، وعدد من المناطق الأخرى تنديدا بهجوم قوات حفتر على العاصمة طرابلس ورفضا لحكم العسكر . وشدد على أن قوات بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس تؤكد التزامها بالقانون الدولي والإنساني وما تفرضه مبادئ حقوق الإنسان، بخصوص معاملة الأسرى، لاسيما القصر منهم. 50 ألف نازح جراء معارك طرابلس وفي سياق متصل، أعلنت الأممالمتحدة عن ارتفاع أعداد النازحين بسبب القتال في العاصمة الليبية طرابلس وما حولها إلى أكثر من 50 ألف شخص. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إستيفان دوجريك، في مؤتمر صحفي عقده بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك، إن أكثر من 3400 لاجئ ومهاجر ما زالوا محاصرين في مراكز احتجاز معرضة بالفعل للقتال المستمر أو على مقربة منه. وأضاف: ما زلنا نشعر بالقلق إزاء احتدام القتال العنيف جنوبي طرابلس، وهناك تقارير عن استخدام مكثف للغارات الجوية والقصف الصاروخي، مما تسبب في المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين، وأجبر الآلاف من الآخرين على ترك منازلهم . وتابع: تمكن حوالي 32 ألف شخص من المتضررين من الأزمة من تلقي بعض أشكال المساعدات الإنسانية حتى الآن، وهناك 29 مأوى جماعيا تعمل الآن وتأوي ما يقدر بنحو 2750 شخص . على صعيد آخر، أشار المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه في اليوم العالمي لحرية الصحافة، تعرب بعثة الأممالمتحدة في ليبيا عن قلقها العميق إزاء التهديدات والتحريض والعنف التي يواجها الصحفيون الليبيون بشكل متزايد منذ اندلاع القتال في جنوب طرابلس . وتابع: لقد اختطف صحفيان هذا الخميس، وتشعر البعثة بالقلق أيضا إزاء الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي للتحريض على العنف والكراهية ، دون ذكر تفاصيل عن هوية الصحفيين والجهة التي اختطفتهما.