غاب الإبداع وحضرت الرداءة بكل أشكالها في مجمل الأعمال التليفزيونية المقدمة من قبل القنوات الخاصة للمشاهد الجزائري خلال شهر رمضان، الأمر الذي ولد الكثير من الانتقاد والاستياء لدى الجمهور العريض لمسلسلات درامية وأخرى فكاهية وكاميرات خفية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. إنّها الأعمال الرمضانية التي اقل ما يقال عنها إنها ارتكزت على سيناريوهات هجينة، نجد فيها مزيجا من الدراما التركية والتونسية والسورية وغيرها، بعثرت المشاهد الجزائري وأبعدته كل البعد عن واقعه المعيش، فلم يبق له من صلة مع الوطن سوى حصص الطبخ والفقرات الدينية وأخبار الحراك. وهناك الكاميرات الخفية التي تفتقر لأدنى مقاييس اللياقة والأدب واحترام الأخلاق والمبادئ. عنف لفظي وجسدي وانحلال خلقي في الألفاظ والتصرفات وانتهاكات للخطوط الحمراء، حيث وصلت الجرأة أو ربما الغباء بالبعض إلى الاستهزاء والتشهير بأعراض الناس. تبختر في عرض أعمال لجأ معدوها لتصويرها إلى ممثلين أجانب وكأن الساحة الفنية الوطنية أصبحت عاقرا. أعمال غابت عنها الاحترافية وهجرها التميز وحاول أصحابها مجارات الواقع والإيحاء إلى الحراك السلمي من خلال أغاني الجينريك، فأين الحس الفني والذوق؟ وهل أصحاب هاته الأعمال الدرامية أو الفكاهية راضون عن أنفسهم؟ وهل تقف فقط مواهبكم عند خط الرداءة واستفزاز مشاعر المشاهد والتعدي علنا على القيم والمبادئ؟ ومن ينصف المشاهد، هذا المغلوب على أمره، في غياب الرقابة والتوجيه؟