الذاكرة «هي القاعدة الأساسية للانطلاق في بناء الحاضر والمستقبل» هذا ما أوصى به أساتذة جامعيون وشخصيات وطنية في الندوة التاريخية المخلدة للذكرى ال57 للاستقلال التي احتضنها أول أمس متحف المجاهد عشية الاحتفال بعيدي النصر والشباب المصادف ل5 جويلية. أكد أساتذة جامعيون وشخصيات وطنية في ندوة تاريخية مخلدة للذكرى ال57 للاستقلال، على ضرورة الحفاظ على الوطن، والوفاء للذاكرة التي صنعها جيل نوفمبر لا سيما وأن الجزائر تحتفظ بتاريخ مجيد، صنعته «ثورة لا تضاهيها أي ثورة في العالم «، وذلك من خلال بناء «نموذج جديد» يسمح بتكريس هذه القيم والاقتداء بها. دعا مدير المتحف الوطني للمجاهد مصطفى بيطام إلى ضرورة توحيد القوى من أجل الدفاع على السيادة الوطنية مثلما كافح أسلافنا في السابق من اجل الاستقلال من خلال كفاح مرير وتضحيات جسام، من جهتها أكدت المجاهدة زهور ونيسي في هذه ندوة تاريخية التي نظمتها وزارة تحت عنوان « عيد الاستقلال قيم ومبادئ أمة» على ضرورة الحفاظ على التاريخ والذاكرة الوطنية وبناء جسور تواصل بين الأجيال للحفاظ على رسالة الشهداء، داعية إلى ضرورة الحفاظ على الذاكرة الوطنية وترسيخ مبادئ الثورة التحريرية العظيمة لدى الأجيال الناشئة. جمال الدين معادي : 500 شهيد قدمتهم الجزائر يوميا ومن جهته مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، جمال الدين ميعادي قال أن الثورة التحريرية اندلعت من اجل السلام وحرية الإنسان، «بدليل ما جاء في بيان 1 نوفمبر». وأضاف المتحدث أن الثورة الجزائرية وما حملته من مبادئ إنسانية انعكس على الثورات الإفريقية، حيث أن أكثر من 14 دولة افريقية تحررت لتأثرها بثورتنا، التي أتت بحرية كان ثمنها باهظا. هذا الثمن الباهظ توصل إلى أن كفاح الشعب الجزائري إبان الثورة التحريرية المسلحة أي طيلة 7 سنوات ونصفهو ما يعادل 2800 يوم نجد أن الجزائر كانت تقدم يوميا أزيد من 500 شهيد. وبدوره اعتبر الأستاذ عبد الستار الحسين (جامعة الجزائر) أن الثورة الجزائرية « أعظم ثورات القرن العشرين»، مستندا إلى مقولة أحد الزعماء الأفارقة الذي يقر من خلالها أن «الجزائر تعد عاصمة الأحرار في العالم»، مشيرا إلى مقولة شهيرة للزعيم الإفريقي نيلسون منديلا «الجزائر هي التي علمتني أن أكون رجلا». وذكر المتحدث أن الجزائر واجهت أبشع أنواع الاستعمار في العالم، وهو استعمار همجي يفوق في همجيته ما قام به التتار والمغول، كما تتميز بانتقالها من العمل السياسي إلى الكفاح المسلح، كما أن تميز كذلك بنقل الثورة إلى ارض المستعمر.