يواصل المنتخب الوطني مغامرته في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 الجارية وقائعها بمصر إلى غاية 19 من الشهر الجاري، بعدما تمكن الخضر من إضافة المنتخب الغيني إلى قائمة «ضحاياه»، سهرة الأحد، بواقع ثلاثة أهداف نظيفة قادته إلى الدور الثالث من العرس القاري، محققين بذلك فوزهم الرابع على التوالي بمسيرة دون خطأ منذ انطلاق منافسة كأس أمم إفريقيا التي يبحثون عن معانقتها والعودة بها إلى الجزائر بعد 29 سنة من الانتظار. تأهل المنتخب الوطني إلى الدور ربع النهائي من منافسة كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، بعدما سحق منتخب غينيا بثلاثية نظيفة أكدت بها العناصر الوطنية قوتها وأعربت عن نواياها مجددا لبلوغ المباراة النهائية والعودة إلى أرض الشهداء باللقب القاري الثاني في خزائن الفريق الوطني، رفقاء «بلايلي» أمتعوا وسحروا متتبعي اللقاء وعشاق الساحرة المستديرة في القارة السمراء وعبر العالم، بأدائهم البطولي ومستواهم المميز، مؤكدين بأن نتائج الدور الأول لم تكن وليدة الصدفة، وهو ما سيجعل منافسي الخضر في اللقاءات المقبلة يحسبون ألف حساب لكتيبة الكوتش «بلماضي» الذي وجد التولفية المنافسة في بيت المنتخب الوطني، وأعاد الأمل للجزائريين في مشاهدة منتخب بلادهم وكلهم فخر بمناصرته، كونه المنتخب الذي بات يرفع الرؤوس بين الأمم في العرس القاري، خصوصا أن حلم التتويج باللقب القاري بات يكبر من لقاء لآخر. الأفضل لحد الآن في الدفاع والهجوم في «كان» 2019 كما كان منتظرا أعاد المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني «جمال بلماضي» التشكيلة الأساسية التي لعبت لقائي كينيا والسنغال، حيث أعاد كل اللاعبين الذين خاضوا لقاء تانزانيا إلى دكة الاحتياط ولعب بخطته المعهودة (4-2-3-1) قاهرة صغار وكبار الدورة لحد الآن، وبعد نهاية مباراة المنتخب الوطني ضد نظيره الغيني، أضحى رفقاء المايسرتو «إسماعيل بن ناصر» أفضل منتخب في دورة مصر بامتياز بأفضل دفاع وأفضل هجوم، حيث لم يتلق زملاء حامي عرين الخضر «الوهاب رايس مبولحي» أي هدف خلال 4 مباريات، بالمقابل تمكن خط الهجوم من تسجيل 9 أهداف كاملة بمعدل 2.25 هدف في اللقاء الواحد، وهو ما يؤكد صلابة وقوة المنتخب الوطني في عهد المدرب «جمال بلماضي» الذي كان متأكدا خلال أول ندوة صحفية عقدها بعد تنصيبه على رأس الخضر يوم 02 أوت 2018 من أنه سيكوّن مجموعة قوية تذهب إلى مصر من أجل العودة بالتاج القاري إلى الجزائر، وهو الأمر لم يؤمن به أحد إلا هو وترجمه إلى لاعبيه الذين يسيرون في المنافسة القارية بخطى ثابتة، وتفصلهم عن اللقاء النهائي مواجهتان. «الخضر» يسجلون 6 أهداف في الشوط الأول خلال مباريات الخضر أكدت الإحصائيات بأن أغلب أهداف المنتخب الوطني يسجلها مهاجمو الخضر في المرحلة الأولى، أين تمكن «وناس» وزملائه من هز شباك الخصوم في 6 مناسبات في الشوط الأول، بالمقابل سجلوا 3 أهداف في المرحلة الثانية، الأول كان ضد المنتخب السنغالي في لقاء الجولة الثانية من الدور الأول، فيما سجّل الهدف الثاني والثالث في لقاء غينيا من قدم «محرز» و»وناس»، وهو ما يؤكد بأن تعليمات «بلماضي» تقضي على مباغتة المنافس مباشرة بعد إعلان الحكم صافرة البداية للعب بأكثر راحة في باقي أطوار المباراة لتقليل الجهد وتفادي التعب وتلقي البطاقات، وهو ما مكن المنتخب من تسيير جل مواجهاته بطريقة مريحة، وجعل أنصار الخضر يتفرجون على مباريات الخضر بنوع من الراحة والطمأنينة، مقارنة بما كان عليه أنصار المنتخب الوطني في مباريات الخضر في المنافسات الرسمية السابقة. «وناس» هداف الخضر.. وينافس على لقب هداف الدورة عكس كل التوقعات التي كانت تراهن كلها على «بغداد بونجاح» ليكون هداف المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر ومنافسته بقوة على لقب هداف الدورة في حال تقدم الخضر في المنافسة القارية، خرج «وناس» من قاع البئر وبصم على أول مشاركة له في نهائيات أمم إفريقيا في مسيرته الكروية بالعلامة الكاملة، بعدما بات هداف المنتخب الوطني والدورة رفقة كل من مهاجم المنتخب النيجيري «أوديون إيغالو» والسنغالي «ساديو ماني» والكونغولي «سيدريك باكومبو»، بعدما لعب مباراة تانزانيا و20 دقيقة ضد المنتخب الغيني، ليصبح أفضل جوكير ل «بلماضي» على دكة الإحتياط، وهو ما سيجعله يصارع بقوة على لقب هداف الدورة مع هذه الأسماء الثقيلة ونجوم القارة السمراء التي تبحث عن الألقاب الشخصية في مثل هذه المنافسات لتؤكد علو كعبها وتكسب ود مشجعيها. بلوغ «وناس» هدفه الثالث سيلهب المنافسة مرة أخرى في هجوم المنتخب الوطني، بعدما تمكن الثنائي (بلايلي ومحرز) من تسجيل هدفهم الثاني في العرس القاري، وهو ما سيزيد من حماس المهاجمين في إضافة أهداف أخرى، لتحقيق مبتغاهم بقيادة المنتخب للفوز بثاني ألقاب الخضر وكتابة أسمائهم بأحرف من ذهب في كرة القدم الجزائرية، والعمل على البروز بشكل أكبر يسمح لهم من رفع قيمتهم السوقية وضمان تحويلات في المستوى خلال الميركاتو الصيفي الحالي تسمح لهم من الرفع من مستواهم الفني والتقني خلال المواسم المقبلة. الثنائي بونجاح- بلايلي يضرب من جديد تأكد عشاق المنتخب الوطني الذين شاهدوا لقاء الخضر ومنتخب غينيا أن ثنائي الهجوم المشكل من أبناء الباهية وهران (بونجاح وبلايلي) باتوا مصدر قوة المنتخب الوطني في هجوم الخضر، بعدما نقلوا الخطورة في أكثر من منافسة إلى حارس غينيا «كوني»، وجاء الهدف الأول الذي حرر لاعبي المنتخب بعد عمل ثنائي رائع بينهما ليسكن «بلايلي» الكرة في الشباك، وهو الأمر الذي سيكون في مصلحة الخضر في المقابلات المقبلة، خصوصا أنه في الجهة المقابلة القائد «رياض محرز» يقوم هو الآخر بعمل كبير لنقل الخطورة إلى الخط الأمامي للخضر، وهو ما سيتعب دفاعات المنتخبات المنافسة كثيرا في مراقبة الهجوم القوي والفعال للمنتخب الجزائري. كان «رياض محرز» في لقاء غينيا قائدا حقيقيا فوق الميدان، وتأكد الجميع بأنه تحرر نفسيا من الضغط الذي كان يعيشه في كل مرة يحمل فيها القميص الوطني، والفضل في ذلك يعود أساسا للناخب الوطني «جمال بلماضي» الذي عمل كثيرا من الناحية البسيكولوجية مع نجم مانشيستر سيتي منذ قدومه حتى يتجاوز مشكلته النفسية مع الخضر، ورغم كل الانتقادات التي لقيها اللاعب من قبل المحللين ورجال الإعلام والشارع الرياضي، إلا أن قائد الخضر الأسبق دافع عن لاعبه كثيرا منذ توليه مهمة قيادة العارضة الفنية للأفناك، وطالب الجميع بتشجيعه وتركه يعمل ليكون ذلك في صالح المنتخب الوطني، وهو ما يحدث حاليا على أرض الفراعنة، بعدما قدم أداء مميزا منذ انطلاق الدورة ويقدم مستوى أفضل مع تقدم المنافسة، كما بات مسموعا من قبل زملائه فوق الميدان وهو ما تأكد منه الجميع الأحد في لقطة تنفيذ المخالفة الحرة في شوط المباراة الأول التي منع فيها «بونجاح» من تنفيذها وفضل منح كرة قصيرة للدبابة «عدلان قديورة»، وهو الأمر الذي تقبله هداف الخضر بصدر رحب ما يؤكد بأنه بات قائدا حقيقيا فوق وخارج الميدان، كما تمكن لاعب لوهافر الأسبق من معانقة الشباك مجددا أمام غينيا بهدف رائع نصبه ليكون رجل اللقاء لأول مرة منذ انطلاق الدورة، ما سيكون حتما في صالح الخضر في اللقاءات المقبلة. للإشارة سيتنقل المنتخب الوطني اليوم إلى السويس عبر رحلة جوية من أجل خوض غمار الدور الربع النهائي من أمم إفريقيا.