يستمر التساؤل المحير لدى الكثير من المتابعين للشأن السياسي، لماذا التمادي في معارضة رئيس الغرفة السفلى الجديد؟ رغم الإجماع على انتمائه للمعارضة وله رؤية أخرى في حل الأزمة المعقدة التي تعيشها الجزائر منذ ما يقارب 6 أشهر. وتزداد حيرة هؤلاء المتابعين في امتداد حملة أشبه بهستريا مناوئة لسليمان شنين احتلت حيزا كبيرا عبر مواقع شبكات التواصل الاجتماعي. بعد انتخابه مباشرة نهاية الأسبوع الماضي تضاربت آراء الطبقة السياسية حيال انتخاب سليمان شنين رئيسا للمجلس الشعبي الوطني بين مؤيد ومعارض ومحايد، رغم أن مهام الغرفة السفلى ستكون محدودة بالنظر إلى الوضع السياسي الراهن الذي تمر به البلاد، وإمكانية حله من رئيس جمهورية جديد، ليبقى السؤال مطروحا أي دور للبرلمان في هذه الفترة. تربع سليمان شنين المنتمي للمعارضة على مبنى زيغود يوسف يعد سابقة في تاريخ الجزائر، لكن الخطوة لم يقابلها ترحيب من طرف الأحزاب المعارضة سيما ذات التوجه الإسلامي الذي ينتمي إليه، واختلاف الآراء بين الطبقة السياسية بدا واضحا في الأمر، حيث اعتبر رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري الفوز بالأمر المعروف مسبقا، وهو ما جعل «حمس» تقاطع نهائيا جلسة الانتخاب. ووصف مقري في منشور سابق له عبر صفحة الحركة الرسمية بموقع فيسبوك بأن الانتخاب عملية تزيينية فاشلة للالتفاف على مطالب الحراك الشعبي والضغط على القوى الوطنية الصادقة في كفاحها من أجل الديمقراطية والحريات، وأكد «أن الطريقة المتبعة لانتخاب الرئيس الجديد هي ذاتها التي تم بها سحب الثقة من السعيد بوحجة الرئيس الأسبق للغرفة السفلى وانتخاب معاذ بوشارب ثم سحب الثقة من هذا الأخير بذات الأشخاص من خلال ممارسات الإيعاز الفوقي الذي جاء الحراك الشعبي لإنهائه». ومع الأسئلة التي يطرحها متابعون بعد انتخاب شنين على رأس الغرفة السفلى، وعن أي دور للمعارضة في البرلمان، دافعت حركة البناء بقوة عن شنين وقالت إن نزاهته وشفافيته في العمل يمكن أن تحدث تغييرا تحت قبة مبنى زيغود يوسف، واستغرب رئيس الحركة عبد القادر بن قرينة الهجمة الشرسة التي يواجهها رئيس الغرفة السفلى من أطراف كانت قد وقفت معه وساندته في كثير من الملفات والقضايا المتعلقة بشؤون المواطنين. بالعودة لموقف جبهة العدالة والتنمية التي يرأسها عبد الله جاب الله فإن موقف الحزب الذي لا يعارض شنين كما أنه لا يقف معه، حيث كتب رئيس الكتلة في البرلمان النائب حسن عريبي منشورا عبر صفحته الرسمية بفيسبوك، أكد فيه أن «موقف جبهة العدالة والتنمية عموما والشيخ عبد الله جاب الله خصوصا فإنه لا علاقة لهم بانتخابه ولا يعبر موقف بعض النواب المنتمين للجبهة عن موقفها عامة مع العلم أن جاب الله لم يشاور أصلا في هذه الخطوة، ولما علم بأن سليمان شنين قد يكون هو رئيس البرلمان قال : «إن هذا لا يعنينا فلسنا معه ولسنا ضده». وعقب انتخاب شنين مباشرة اعتبرت حركة البناء الوطني انتخابه على رأس المجلس الشعبي الوطني بداية ثمار ثورة حقيقية تؤسس لجزائر جديدة، ومؤشر انفراج حقيقي للأزمة ونقل لمطالب الحراك من ساحات النضال والتظاهر إلى ساحات السلطة والمؤسسات، وجاء في بيان للحركة أن الرجل إحدى الشخصيات الوطنية التي انخرطت بأول خروج للجزائريين منذ جمعة 22 فيفري، وهولا يزال مدافعا عن خيارات الشعب ملتحما مع الحراك متواجدا في كل الساحات الوطنية بمواقفه الناصعة للدفاع عن الحرية والديمقراطية واستمرارية الدولة بأداء وظائفها النبيلة. لكن في مقابل ذلك يتابع الرأي العام الوطني كل صغيرة وكبيرة سيقوم بها المجلس الشعبي الوطني في هذا الوضع الذي تمر به البلاد، سيما في ظل حديث عن إمكانية حل رئيس الجمهورية الجديد للبرلمان، والإعلان عن انتخابات تشريعية جديدة تمهد لجزائر جديدة مع استمرار الحراك.