أكدت المجاهدة فاطمة أوزقان على ضرورة «ترك فرنسا تغني كما تشاء لأن ذلك لا يهمنا»، مضيفة في سياق موصول بأن «لا ساركوزي و لا من يليه يهم لأن المهم أن يعرف أبناؤنا تاريخ الجزائر ذلك أنهم سيكونون خير خلف لخير سلف»، وشدد الدكتور عمار بلخوجة أستاذ باحث و مؤرخ على ضرورة انجاب الجامعة الجزائرية لجيل من المؤرخين يناطون بكتابة التاريخ عوض التركيز فقط على المطالبة بالاعتذار. أعاد الدكتور عمار بلخوجة خلال التوضيحات التي قدمها في سياق النقاش الذي أعقب الندوة التاريخية المنظمة بالتنسيق بين مركز «الشعب» للدراسات الاستراتيجية والجمعية الوطنية لترقية وحماية المرأة والشباب التي نشطها أمس بمعية المجاهدة فاطمة أوزقان حول موضوع (17 أكتوبر التاريخ والمطالب) عدم احياء ذكرى أحداث ال 17 أكتوبر مباشرة بعد الاستقلال الى عدم الذهاب في اتجاه التاريخ بسبب أزمات كثيرة حدثت وكذا تصفية الحسابات، و أضاف في معرض رده على سؤال المحامية كريمة قماش الذي تساءلت من خلاله عن سبب عدم احياء ذكرى أحداث ال17 أكتوبر مباشرة بعد الاستقلال، أي منذ سنة 1962. ورغم أن المغتربين الجزائريين لم يكونوا منفصلين عن القضايا الوطنية إبان الفترة الاستعمارية، الا أن فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا دفعت بعد 1962 ثمن نتائج أزمة سياسية و اضطررنا أضاف يقول الى «الانتظار الى 1968»، و لم يخف بأن السبب وراء ذلك أننا لم نذهب في اتجاه التاريخ لأن الأزمات و تصفية الحسابات حالت دون ذلك. و ذهبت المجاهدة أوزقان، في نفس اتجاه الباحث بلخوجة في الشق المتعلق بكتابة التاريخ وتلقين الحقائق التاريخية للأجيال الصاعدة على اعتبار أنهم الخلف الذي لن يفرط في تاريخه المجيد و يكون بذلك أحسن رد للاستفزازات الفرنسية التي لم تتوقف في إشارة واضحة الى تصرحات رسمية تؤكد بأن التعامل مع جيل جديد من أبناء الجزائر بعد ذهاب جيل الثورة من شأنه أن يعطي اتجاها جديدا للعلاقات. واعتبر بلخوجة نسيان أسماء أبطال صنعوا أمجاد الجزائر وتاريخها المكتوب بأحرف من ذهب و خلدوا ثورة مجيدة يضرب بها المثل، (عيب و عار) ذكر منها على سبيل المثال عزيز منور الذي كان في طليعة المغتربين في فرنسا الى جانب كل من محمود بلكحل و عبد القادر حاج علي أول رئيس لنجم شمال افريقيا و علي حمامي و ايماش عمر وغيرهم كثيرين. من جهته، أثار حميد شرياد الذي حرص على حضور أشغال الندوة قادما من فرنسا ليقدم نظرة عن واقع الجالية الجزائرية بالمهجر التي لم تتوقف عند الفترة الاستعمارية وانما هي مستمرة إلى غاية اليوم، لافتا الى أنه يتم اسكانهم بأحياء معينة عادة ما تكون أوكارا للعنف و تنعكس سلبا على حياة الأجيال الصاعدة التي تعيش على الهامش في فرنسا اليوم، وشدد في سياق مغاير على تلقين تاريخ الجزائر في الأطوار التعليمية الثلاثة.