تستضيف اليابان، اليوم الأربعاء وإلى غاية الجمعة، النسخة السابعة من مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا «تيكاد 7»، حيث تستقبل عشرات القادة الأفارقة في محاولة لترقية النشاطات الاقتصادية وتحسين مناخ الأعمال والاستثمار وتطوير الموارد البشرية بين القارة السمراء التي تنام على كنوز طبيعية لا تنضب ، و اليابان إحدى قلاع التكنولوجيا والتطور. وتهدف هذه القمة التي تنظم بمشاركة الأممالمتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأفريقي منذ العام 1993، والتي من المنتظر أن يحضرها أزيد من 4500 مشارك، إلى القيام بمشاورات ونقاشات على المستوى الدولي حول موضوع تنمية القارة الإفريقية ومواضيع أخرى تخص الأمن والاستقرار. ويسعى المشاركون في هذه القمة أيضا إلى مواصلة تعزيز الحوار بين القطاعين العام والخاص في إفريقيا واليابان، وكذا تطوير الموارد البشرية بالاعتماد على عنصر التكوين ثم الاستثمارات، إلى جانب دعم البنى التحتية ذات الجودة من خلال تحسين قنوات الاتصال وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتجسيد جدول أعمال أجندة 2063. وعلى الصعيد الاجتماعي، تركز أشغال القمة على عدة مواضيع من بينها تعزيز الخدمات الصحية وترقيتها عبر ضمان تغطية شاملة، علاوة على تمكين البلدان الإفريقية بالاستفادة من التكنولوجيا اليابانية في مجالات العلوم والتعليم والبيئة وإدارة مخاطر الكوارث. ومن بين المواضيع المطروحة للنقاش والدراسة أيضا دعم إحلال السلام والامن وتنمية الموارد البشرية. ووفقا لجدول أعمال القمة الذي أصدرته الحكومة اليابانية، سيلتحق ممثلو قطاع الأعمال بالمناقشات في اليوم الثاني لدراسة القضايا المتعلقة بالصحة والتعليم والبيئة والوقاية من الكوارث. أما اليوم الأخير من الندوة فسوف يتبادل خلاله المشاركون الآراء حول مسائل السلم والاستقرار في افريقيا قبل اعتماد الإعلان النهائي للقمة. للإشارة، فإن الندوة المنظمة من طرف اليابانوالأممالمتحدة وبرنامجها الإنمائي ومفوضية الاتحاد الإفريقي والبنك العالمي، تجري في شكل لقاءات وورشات وندوات موضوعاتية، بالإضافة إلى تنظيم العديد من النشاطات ذات الطابع الثقافي والاجتماعي. كما يشارك في القمة التي تدوم ثلاثة أيام، ممثلو الدول الإفريقية، المنظمات الدولية البلدان والجهات المانحة والشركات الخاصة والمجتمع المدني. قروض ومشاريع هذا، و بين التدابيرالمزمع أخذها، أن تعلن طوكيو خلال المؤتمر عن قروض بنحو 400 مليار ين (3.4 مليار يورو) لتمويل مشاريع للطاقة المتجددة، من ضمنها معدات إضافية لإنتاج الطاقة الهوائية في مصر، ووحدات للطاقة الحرارية الجوفية في كينيا وجيبوتي. ومن المقرر أن يعلن البنك الأفريقي للتنمية واليابان معا عن مشاريع تزيد قيمتها على 300 مليار ين ستكون «شفافة ونوعية»، بحسب بورصة طوكيو. وأكدت اليابان أن استثماراتها في القارة الأفريقية ستتم ب «نوعية جيدة» مع «تطوير للموارد البشرية المحلية» والحد من أعباء شروط الاستدانة. وبلغت قيمة الاستثمار الياباني الموجه في أفريقيا (القيمة التراكمية للاستثمارات عاما بعد عام) 7.8 مليار دولار أواخر العام 2017 مقابل 43 مليار دولار للصين. وانخفضت الصادرات اليابانية إلى أفريقيا بنسبة 27 % منذ العام 2008 فيما ارتفعت بنسبة 50 % الصادرات الصينية خلال المرحلة نفسها وفق الوكالة. ويأتي ذلك في ظل تنظيم الصين مؤتمرا منفصلا بشأن الاستثمار في أفريقيا، إضافة إلى استثمارها بمبالغ أعلى بكثير في القارة، حيث تعهدت بتمويلات جديدة تبلغ 60 مليار دولار خلال قمة الصين - أفريقيا العام الماضي أي ضعفي تعهدات مؤتمر طوكيو العام 2016. ولد السالك في اليابان أكّد وزير الشؤون الخارجية محمد سالم ولد السالك امس الثلاثاء بمدينة يوكوهاما أن حضور الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في القمة السابعة لمؤتمر طوكيو للتنمية في إفريقيا (تيكاد 7) دليل على أن الدولة الصحراوية «حقيقة لا رجعة فيها». وقال الوزير الصحراوي في تصريح للصحافة على هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري التحضيري لقمة «تيكاد 7» المقررة بداية من اليوم أن حضور الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في هذه القمة «يدل على انها حقيقة لا رجعة فيها»، مشيرا الى أنه «بعد ابيدجان ومابوتو وبروكسيل حيث شاركت الجمهورية الصحراوية في اجتماعات تخص الشراكة مع الاتحاد الاوروبي واليابان ودول الجامعة العربية، ها هي اليوم تحضر قمة تيكاد 7 بين الاتحاد الافريقي واليابان»، مما يعد - كما قال - «دليلا على ان مسيرة الدولة الصحراوية لتبوء مكانتها بين الأمم حقيقة لا رجعة فيها ولا يمكن إيقافها». وتابع قوله بأن الشعب الصحراوي «له الحق في الوجود على غرار باقي شعوب العالم ويجب ان يأخذ مكانه بين الامم». واعتبر رئيس الدبلوماسية الصحراوية ان الاتحاد الافريقي «أصبح في الوقت الحالي قوة متحدة على أساس مبادئه وميثاقه»، مشيرا الى أن «المغرب لم يتمكن من عرقلة هذا الموقف الإفريقي، وبالتالي مشاركة الدولة الصحراوية في قمة تيكاد 7».