الجزائر تدعو لشراكة متوازنة بين القارة السمراء واليابان أكد وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، أمس، بيوكوهاما اليابانية، أن رسالة الجزائر للقمة السابعة لمؤتمر طوكيو حول التنمية في إفريقيا (تيكاد7)، تتمحور حول ضمان شراكة «رابح رابح» بين اليابان والقارة الإفريقية. قال بوقدوم في تصريح للصحافة على هامش أشغال الاجتماع التحضيري الوزاري لقمة تيكاد 7 المقررة بداية من اليوم، إن «رسالة الجزائر هي التوصل إلى شراكة رابح-رابح وليس فقط اعتبار أفريقيا مصدرا للموارد الأولية»، موضحا أن إفريقيا لديها عديد الشركاء عبر العالم، مشيرا إلى أنه من رهانات قمة تيكاد 7 «إرساء شراكة فعالة، محورية وبناءة تمكن الأفارقة من اكتساب خبرات في التنظيم والتمويل في بعض المجالات التي حددها الخبراء، على غرار الابتكار، التكنولوجيا، الري وتمويل النقل في القارة». ثمن بوقدوم «مشاركة الاتحاد الإفريقي في هذا المحفل بجميع دوله بما في ذلك الجمهورية الصحراوية»، معتبرا هذا الحضور «مكسبا كبيرا لإفريقيا»، مضيفا أن الجزائر تؤيد مشاركة جميع أعضاء الاتحاد الافريقي الذي سيكسب الكثير بحضور جميع أعضائه». وبخصوص التعاون الثنائي بين الجزائرواليابان، ذكر بوقدوم انه يعود إلى سنوات الاستقلال، لا سيما في ميدان النفط والتنقيب، كما أن البلدين «يتبادلان التشاور السياسي بصفة مستمرة في مختلف المحافل الدولية». وكان الوزير قد تدخل في الاجتماع التحضيري للقمة السابعة لمؤتمر طوكيوحول التنمية في إفريقيا (تيكاد7)، المقررة من 28 إلى 30 أغسطس، قائلا إن «الجزائر تعتبر بأن الطموح المشترك في شراكة استثنائية في إطار مؤتمر طوكيويجب أن يترجم لزوما بتحول في النموذج من أجل الانتقال من النظرة المتداولة لقارة محصورة في طرف بحاجة إلى مساعدة أوخزان للمواد الأولية وسوق تجارية واستهلاكية وقارة متخبطة في النزاعات والصراعات، إلى أصور فضاء اقتصاديا وديناميكيا يشارك بفعالية في ازدهار الاقتصاد العالمي». واعتبر الوزير أن «تطلعات إفريقيا تفرض بالنسبة للشركاء الدوليين الالتزام الفعلي بعمل مستمر يهدف إلى تعزيز الإمكانيات البشرية لتنمية القارة» موضحا أن «ذلك يمر بصفة خاصة عبر نقل حقيقي للتكنولوجيا يسمح آجلا لإفريقيا بتطوير إمكانياتها الصناعية لتحويل مواردها الطبيعية ذات القيمة المضافة العالية عن طريق التشغيل وخلق الثروات، مع الاستفادة من إشراك كل مكونات المجتمعات الإفريقية لا سيما الشباب والنساء وكذا القطاع الخاص». وأكد بوقدوم أن «تيكاد» شكلت منذ إطلاقها سنة 1993 دعما معتبرا في تحفيز النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة في القارة الإفريقية»، مضيفا أنه «يجب عليه مواصلة التكيف مع التحولات التي تعرفها القارة لبلوغ الطموح الشرعي في أن ترتقي إلى شراكة متكافئة وديناميكية واستباقي». من جهة أخرى، اعتبر الوزير أن إطلاق منطقة التبادل الحر في القارة الإفريقية والمسارات الجارية لإرساء سوق إفريقي للنقل الجوي وشبكة افريقية مدمجة للقطارات السريعة «أضحت ضروريات ملحة لتحسين الأداء الاقتصادي لإفريقيا سيما من خلال تطوير قدراتها الصناعية والفلاحية وتعزيز اندماج السوق الداخلية للقارة وتعزيز المبادلات بين الدول الإفريقية». في نفس السياق، أشار الوزير إلى أن التحديات المرتبطة بالسلم والأمن في القارة الإفريقية، بما في ذلك الإرهاب، «هي عوامل تعيق بشكل جدي قدرة الدول على التصدي للظواهر والآفات ووضع منشآت اقتصادية مستدامة». واسترسل يقول إن الأمر يتعلق «بمجال يستحق تعاونا أكبر بين اليابان وباقي شركاء تيكاد والاتحاد الإفريقي ممثلا في مفوضيته».