صنع لاعبو المنتخب الوطني الكاميروني الحدث على مدار أيام الأسبوع الفارط بقرارهم مقاطعة المباراة الودية التي كانت مبرمجة أمام المنتخب الوطني الجزائري، بعد أن قرروا عدم التنقل إلى الجزائر العاصمة مباشرة بعد انتهاء لقائهم أمام المغرب في إطار الدورة الودية المنظمة من »أل جي« وتتويجهم بلقبها، وجاء قرار إيتو وزملاؤه باعلان الاضراب احتجاجا على تخلف مسؤولي الاتحادية الكاميرونية عن دفع مستحقالهم المالية، لاسيما وأن برنامجهم التحضيري كان مكثفا للغاية بسبب التزامهم باجراء ثلاث مباريات ودية في ظرف ستة أيام فقط. وشهدت وقائع القضية حالة شد ومد بين اللاعبين الدوليين للمنتخب الكاميروني من جهة، وممثلي الاتحادية من جهة أخرى طيلة 3 أيام كاملة، تخللتها جلسات واجتماعات على أمل ايجاد الحل المناسب الذي بإمكانه إرضاء الطرفين، غير أن تعنت اللاعبين حال دون ذلك، وافترق الجميع على قرار مقاطعة المباراة، لم تكن لها أية صلة بالجانب الرياضي ولا التنظيمي، وإنما كانت مالية بحتة، حسب الأصداء التي كانت تصل دون انقطاع من مدينة مراكش، مكان إقامة الأسود غير المروضة أثناء تربصهم الذي سبق اللقاء الملغى أمام “الخضر”. وكان أكبر المتضررين من فضيحة الجانب الكاميروني، المنتخب الوطني بقيادة التقني البوسني وحيد هاليلوزيتش، حيث تأثر برنامجه التحضيري بشكل كبير، خاصة وأنه كان يعول كثيرا على مباراة الكاميرون لتحديد القائمة النهائية للاعبين الذي سيعتمد عليهم في المواعيد الرسمية القادمة، والوقوف على حجم التقدم الذي سجله أشباله بعد أسبوع من العمل الفني والتكتيكي تحسبا لذات المباراة. ومن أجل تعويض غياب المنافس الافريقي والاختلال الذي شهده تربص سيدي موسى، أرتأى الطاقم الفني بالتشاور مع مسؤولي الفاف برمجة مباراة تطبيقية مفتوحة للمتتبعين من أنصار ووسائل إعلام، جمعت تشكيلتين مختلفتين تضم كل منهما لاعبين من منتخب واحد، وكان الغرض منها مواصلة البرنامج من جهة، وامتاع الجمهور العاصمي الذي كان متحمسا جدا لمتابعة الوجوه الجديدة في صفوف “الخضر”، خاصة لاعب فالونسيا الاسباني سفيان فغولي وكذا سعيد بوشوك، الذي شكل مفاجأة هاليلوزيتش في هذا الموعد. لولا لقاء تونس ... لا يختلف اثنان أن برنامج المنتخب الوطني نجا من الفشل الحتمي على جميع مستوياته بفضل اللقاء الودي الأول الذي جمعه بنظيره التونس، حيث كانت المناسبة فرصة حقيقية لاكتشاف الاضافة التي قدمها هاليلوزيتش ل “الخضر” منذ تعيينه على رأس عارضته الفنية، أين قدم زملاء القائد عنتر يحيى وجها طيبا بعث الأمل في نفوس الأنصار من مختلف شرائحهم. ومن بين الأشياء الايجابية التي يمكن استخلاصها من التربص بصفة عامة، هو عودة الثقة بين الأنصار والنخبة الوطنية بعد اهتزازها في الفترة الأخيرة إثر عجز بودبوز وزملاءه في بلوغ نهائيات كأس إفريقيا 2012، وكانت المباراة أمام نسور قرطاج مناسبة مواتية للتصالح مع الجمهور، بدليل الحضور القوي وامتلاء مدرجات ملعب مصطفى تشاكر عن آخره يوم المباراة، كما شكل الفوز على المنافس التونسي دفعة معنوية مهمة للغاية بالنسبة للاعبينا الدوليين في التحديات الرسمية التي تنتظرهم، وهم الذين استطاعوا الخروج من النفق واستعادة ثقتهم بأنفسهم وثقة أنصارهم على حد سواء. أما بخصوص المباراة التطبيقية التي أقيمت بين اللاعبين بحضور الجمهور العاصمي بملعب 5 جويلية فعلى الرغم من الظروف التي سبقتها وحالة الترقب والإنتظار التي طبعت التحضير وقتها، إلا أن هاليلوزيتش أثبت مرة أخرى أنه مدرب محنك وقادر على التكيف مع جميع الوضعيات والحالات.