أجمع المشاركون في اللقاء المنظم بمناسبة اليوم العالمي لضحايا إرهاب الطرقات، أمس، على ضرورة تضافر الجهود من اجل وضع حد للتظاهرة التي تعرف استفحالا كبيرا خلال الأشهر العشرة الأخيرة من السنة الجارية. وأكدت رئيسة جمعية «البركة» للمعوقين فلورة بوبرغوت في اللقاء المنظم بقاعة المحاضرات علي معاشي ب«سافكس» أن الكل معني بحوادث المرور والمواطن الصالح لا يكون فقط بممارسته حق التصويت وإنما بالمحافظة على الحياة فمن منا لم يفقد عزيزا عليه بسبب العنف المروري. واستغربت فلورة ارتفاع عدد حوادث المرور وما تخلفه من ضحايا رغم تطبيق القوانين وسهر السلطات على ذلك إلا أن الإحصائيات الأخيرة تشير إلى تسجيل 4 آلاف حادث، ومن ثم حان الوقت للمجتمع المدني بمختلف تشكيلاته للعب دور اكبر للتحسيس بخطورة الإرهاب الجارف واحتواء والوضع ونشر الثقافة المرورية. وعلى عكس باقي الجمعيات التي ركزت على أهمية التحسيس أصر سعيدي مصطفى رئيس جمعية «التقوى» للمعوقين حركيا على أهمية التركيز على التأقلم بعد حوادث المرور الذي هو صعب جدا، وتغير النظرة إلى المعاق بأنه عاجز أو عبء. وأشار المتحدث إلى ضرورة التكفل بالضحايا سيما ذوي الإعاقات الحركية من خلال التقويم العضلي والجلسات النفسية لتسهيل إدماجه في المجتمع، مؤكدا أن الديوان الوطني للأعضاء الاصطناعية أصبح متطورا جدا وعلى المعوقين الذين بترت أعضائهم أن ينخرطوا في الجمعيات للحصول على أعضاء مجانية دون الحاجة للذهاب للخارج. من جهتها كشفت إحصائيات قيادة الدرك الوطني عن دور فرقها في السلامة المرورية باعتبارها من الأطراف الفاعلة، حيث أكد الرائد لطرش عزوز أن حوادث المرور عرفت ارتفاعا محسوسا خلال الأشهر العشرة الأخيرة، حيث سجل 21520 حادث أدى إلى مقتل 3286 شخص وجرح 38903 بزيادة 68,31 أي ما يعادل 70 حادث و10 قتلى و127 جريح في اليوم. وأشار لطرش إلى أن مجهودات مكافحة ظاهرة اللاأمن المروري من طرف الدرك الوطني تبقى من الأولويات، إلا أن تضافر جهود مختلف الشركاء الفاعلين ضروري في ميدان أمن الطرقات بما في ذلك المجتمع المدني. من جانبها، ركزت مديرية الأمن بالمناسبة على الوقاية وأمن الطرقات في الوسط الحضري، حيث أوضح محمد شيك طاطا أن العامل البشري يبقى هو السبب الأول في حوادث المرور بنسبة 94،88٪ وذلك من خلال السلوكات غير السوية التي تميز بها في هذا المجال بالتحديد والتي عادة ما يعبر عنها بالاندفاعية، الأنانية، التسلط، التباهي إلخ...، أما بسبب العوامل المرتبطة بالمركبة فبنسبة 2،84٪، في حين بلغت نسبة العوامل المتعلقة بالمحيط 2،64٪. وأكد طاطا فيما يتعلق بالإستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية أن الاقتصار في المعالجة على وضع سلسلة إجراءات قطاعية لا تفضي إلى النتائج المتوخاة، ذلك أن السلامة المرورية هي أولا إرادة سياسية وآليات، وخطط هادفة وإمكانيات كافية ما يستدعي النظر في مراجعة جذرية للتنظيم المؤسساتي القائم حاليا كونه أضحى عاجزا على مسايرة هذه التطورات. وبخصوص ظاهرة حوادث المرور وعوامل تفاقمها يرى ممثل المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق بوطالبي الهاشمي أن تسجيل 32 ألف و136 حادث المخلف ل3529 قتيل وجرح 51 ألف و755 خلال التسعة أشهر الأخيرة مرده أسباب متعلقة بمستعملي الطريق وبالمحيط وبالمركبة على عكس السنة المنصرمة، حيث التحلى بشيء من الانضباط والالتزام بقواعد السلامة المرورية. وانتقد المتدخلون في اللقاء ترتيب الجزائر في المراتب الأولى لحوادث المرور معتبرين إياه بغير الصادق كونه لا يستند لأي معيار علمي على غرار معيار التعرض للمخاطر وغيره.