خصصت وزارة البيئة والطاقات المتجددة 100 مليون دج لإعادة تأهيل موقع ضاية مرسلي ببلدية السانية (جنوبوهران) من أجل تحقيق التنمية المستديمة في المناطق الرطبة المهددة بالانقراض بفعل الأنشطة البشرية وتغير المناخ في دول البحر الأبيض المتوسط. كشفت مديرة البيئة لولاية وهران، دحو سميرة «أنهم بصدد وضع دفتر الشروط والإعلان عن مناقصة مشروع تهيئة وتأهيل ضاية مرسلي من أجل اختيار المؤسسات ومكتب الدراسات المكلف بالمتابعة»، موضحة أنّ هذه العملية تدخل في إطار تنفيذ الإستراتجية الوطنية لحماية المناطق الرطبة، مع مراعاة أحكام القانون رقم 2011-02 المتعلق بالمجالات المحمية في إطار التنمية المستدامة. تقول دحو إنّ المشروع الذي تم إنجاز دراسته في نهاية سنة 2011، يرتكز على احترام طبيعة المكان وخصوصيته الوطنية والمحلية، من خلال تخصيص منطقة محمية للطيور المهاجرة وممرات للراجلين وسائقي الدرجات الهوائية، وكذا موقع ترفيهي وإيكولوجي سياحي ورياضي، مع استحداث فضاء خاص بالأبحاث البيئية والبيولوجية، وغيرها من الخدمات الأخرى. وأكّدت ذات المسؤولة أنّ هذا المشروع، يهدف إلى تثمين هذه المنطقة الرطبة المعروفة باسم «سبخة وهران» والمتربعة على مساحة 150 هكتار، عن طريق مكافحة التلوث والخروقات الممارسة في حقّها، بحكم تنوعها البيولوجي وفصائل الطيور المختلفة التي تأوي إليها للاستراحة قبل مواصلة طريق هجرتها نحو أوروبا. ضعف الرقابة يهدد المناطق الرطبة والغابات من جانبه، أرجع شامي محمد، رئيس مكتب المناطق الرطبة لدى المحافظة الولائية للغابات، التراجع الكبير في عدد وأصناف الطيور المهاجرة بوهران إلى عديد الخروقات البيئية التي تطال المناطق الرطبة، جراء تواصل صب مخلفات المصانع ومختلف أنواع النفايات الهامدة والصلبة، وذلك في ظل غياب المشاريع البيئية والتنموية. في هذا السياق تحدث شامي عن عدّة تجاوزات سجّلتها المحافظة على مستوى بحيرة «تيلامين» ومعاناتها الطويلة من تدفق المياه القذارة، وكذا الظاهرة الغريبة التي شهدتها بحيرة «أم الغلاز» بوادي تليلات (300 هآ) بعد نفوق كميات هامة من الأسماك، وحاليا تواجه شجر «الطرفاء» العروفة علميا باسم «تماريكس أوشيرانا» على مستواها خطر الفناء، بسبب المياه الملوثة والأمراض التي بدأت تفتك بالنباتات ومختلف أنواع الكائنات الظاهرة والدقيقة وتجتاحها عاما بعد عام. وأكّد محدثنا على ضرورة حشد سبل التعاون والتكامل بين مختلف الهيئات والجهات المعنية بغية التجسيد الفعلي للإستراتجية الوطنية للمحافظة على المناطق الرطبة، والتي من أبرزها إصدار قوانين خاصة بها وإدماجها ضمن المخطط الوطني الجواري للتنمية الريفية المندمجة، ناهيك عن إدماج سكان هذه المناطق في التسيير المستدام لهذه الثروة وتجسيد عديد المشاريع الميدانية لحمايتها، انطلاقا من حملات التشجير ومعالجة الأحواض المنحدرة وتصحيح المجاري المائية للحد من انجراف التربة إليها. وأشار شامي إلى العجز الكبير المسجّل في عدد الأعوان التقنيين التابعين لمحافظة الغابات التابعة لإقليم وهران، والذين لا يتجاوز عددهم 60 عونا مختصا في المراقبة والمتابعة، مقابل 43 ألف هكتار من المساحة الغابية و22.60 بالمائة من المناطق الرطبة بالولاية، وهو ما يؤكّد حسبه ضعف التغطية الرقابية وعدم كفاءتها.