تتطلع المصممة المبدعة سميرة غزايلي في إطار المحافظة على التراث الجزائري الأصيل والذي تراه عاكسا للهوية الجزائرية، من خلال إعادة بعث الألبسة الجزائرية بلمسة عصرية، أن تسخر فنها في المجال الخيري عن طريق تنظيم تظاهرات ومعارض تتبرع بمداخيله للجمعيات التي تكافح الأمراض المزمنة أو للأيتام وحتى المعوقين، على اعتبار أن احتراقها للارتقاء بفنها نابع من هوسها وموهبتها الصارخة وليس لها علاقة بما يدر عليها من أموال، ومازالت حريصة أن تسجل في حقل الصناعات التقليدية بصمتها، وتمثل الجزائر بشكل فعلي يسمح بالترويج لحرفنا التقليدية الأصيلة، التي مازالت مغمورة ولم تأخذ حقها من الإشهار لتقدم طازجة للمتذوق. تقربنا من الفنانة التي تشعر أنها مدرسة للعطاء والإبداع لدى زيارتها إلى مقر الجريدة انجذبنا نحو ما تشكله أناملها وتصممه خيالاتها، وما تحمله من مشاريع ذات طابع إنساني، وأجرينا معها هذا الحوار... ❊الشعب: بين مصممة للأزياء وهاوية للأعمال الخيرية، وغيورة على الحفاظ على التراث الجزائري الأصيل، نود الانطلاق من نقطة بداية هذا المسار الحافل بالنضال والاحتراق؟ ❊❊مصممة الأزياء سميرة غزايلي: منذ نعومة أظافري كانت تستهويني لعبة التشكيل والتصميم على مساحات بقايا القماش واختمرت المحاولات لتنبت بداخلي موهبة التصميم من وحي التراث، حتى صرت انبض ولا يفارق يقظتي ولا نومي التصميم لأنني احلم كذلك بالألبسة التقليدية، وانطلاقا من روعة ورفعة كنوز تراثنا تجدني جد حريصة على تطوير عمل وإبداعاتي، والضرورة جعلتني أتلقن دروسا في الرسم على أيدي الفنانة كرور حوى حمادي بعد أن شعرت بداخلي بموهبة تتحرك. ❊الانطلاقة إذا جاءت من مدرسة تصميم الأزياء، وتوجت بورشات كبرى للإبداع يساعدك فيها ما لا يقل عن 17 مختصا في الخياطة والطرز وما إلى غير ذلك، صناعتك التقليدية التي تسلط الضوء على الأزياء ماذا تعرض للمرأة الجزائرية على وجه الخصوص وللمتذوقة الأجنبية عموما؟ ❊❊بالفعل اليوم صارت لدي ورشات رفقة السيدة قدمي التي أتقاسم العمل معها مكلفة بالجزائر غرب أما أنا بالجزائر شرق، ونعكف على تصميم أزياء جميع مناطق الوطن وتطويرها وبعث فيها لمسة عصرية، لأننا أثرياء من حيث الطبوع، لأننا جسدنا خصوصياتنا التراثية من خلال الألبسة فعلى غرار الحايك المرمى العصري على شكل برنوس، وقفطان على شكل برنوس، ونحو 20 جبة قبائلية، واحرص فيها على دراسة تمازج الألوان. ❊هل ينطبق عليك قول فنانة بالفطرة؟ ❊❊لا أبالغ إذا قلت أنني عندما ألمح ذوق الأشخاص يمكنني تحديد الزي الذي يطابق ما يرغبون فيه، وموديلات أزيائي لا تتكرر زبونها واحد. ولا أبالغ كذلك إذا قلت أنني كل يوم يمكنني التوصل إلى إبداع جديد، وزبائني يتحدثون عن ما يميز أعمالي خاصة اللمسات الأخيرة على العمل. ❊ما هي العراقيل التي تواجهكم؟ ❊❊رغم توفر المادة الأولية الجيدة في السوق الوطنية إلا أنها باهضة الثمن، وفوق هذا وذاك نتطلع إلى جسر يعرف بإبداعاتنا وينشر تراثنا خارج الوطن حتى نترك فرصة تأثير ثقافتنا على الآخر واحلم أن يلبس الفنانون العالميون ألبستنا التقليدية ويتأثروا بها، ويجب أن تفتخر الجزائرية بلباسها التقليدي، حتى لا يغمر ولا أخفي عليك أن أصل القفطان جزائري وأول من لبسه خير الدين بربروس. ❊ما هي الانطباعات التي تسفر عن عروض أزيائك؟ ❊❊آخرها كان في الثامن مارس الفارط وتسجل دوما الانجذاب وتسحر الحاضرين، وإلى جانب ذلك أتعامل كثيرا مع المنشطة الصحافية ياسمين فرحاني معدة ركن "أزياء وجمال" في حصة صباح الخير الذي تبثه "كنال الجيري"، وأعلمك أنا من يصمم ألبستها التقليدية التي ترتديها في جميع المناسبات وننسق مع بعضنا في العروض على اعتبار أنها مكونة لعارضي الأزياء. ❊قبل أن نفترق.. كلمة أخيرة تقولين فيها ما تشائين؟ ❊❊أفكر في التنسيق مع الجمعيات عن طريق تنظيم عروض توجه مداخيلها لمكافحة الأمراض المزمنة والتخفيف على المصابين والمعوقين، هذا من جهة ومن جهة أخرى أتمنى أن ترتدي الجزائرية الألبسة التقليدية بفخر حتى نحافظ على هويتنا وانتمائنا.