للزسف الشديد، وليس قسم الاستعجالات بمستشفى محمد الصديق يحيى بولاية جيجل اسما على مسمى، لأن التعامل مع المرضى هناك نادرا ما يتطابق مع مفهوم الاستعجالية والفورية التي تصنف للمريض دائه ومن يتم ينظر في أمره. فرغم الصيانة التي تمت بهذا القسم وجعلته احتراما وملائمة لاستقبال المرضى إلا أن صيانة طريقة التعامل معهم وكذلك مشكل الانتظار في طابور لا يعرف فيه الأول من الذي جاء الأخير، فالكل يئن تحت آلامه ينظر دوره بفارغ الصبر ويبحث عن كل السبل لمقابلة الطبيب يشخص له مرضه. ودائما ما تحدث اشتباكات لفظية وتلاسنات حادة بين المرضى وذويهم وبين الممرضين الذين يحرسون بوابات المرور بشكل صارم يفاجىء من يعلم أنهم يسمحون لمن له معارف بالمرور بطريقة يسيرة للغاية وهذه اتهامات غير ثابتة إلا في أفواه المواطنين المتذمرين منهم وهي أول الكلمات التي يرشقونهم عندما تبدأ المواجهات للقضية الساخنة. «الشعب”، سألت بعض المواطنين عن رأيهم في هذا القسم الحساس فكانت اجاباتهم كلها مشاهبة ولا تختلف إلا في طريقة التعبير، سعيد الحظ من لديه من يعرف هناك فيمرره مباشرة وتعيس الحظ عليه الانتظار وان لا يتوقف عن طلب مقابلة الطبيب ويلح ويصرخ.. تقريبا تلخص هذه العبارة آراؤهم، التي يمكن أن نضيف اليها عبارة شهيرة تتردد دائما “اللي يحبو ربي.. لا يقصد ذلك المكان”. وهذه الاجابات بقدر ما تكشف معاناة المواطنين بقدر ما هي مؤسفة، تعكس واقع قطاع الصحة الذي لازال متأخرا في كامل القطر الجزائري وليس في جيجل فقط، فلو اقتصر الأمر على قلة الامكانيات او الادوية التي نستوردها جميعا، فيمكن تقبل هذا الامر لفترة معينة، اما ان يمتد الامر الى المعاملة السيئة التي يشتكي منها المرضى في هذه الاقسام، فتلك هي المصيبة التي تزيد على الالم الجسدي آلما معنويا آخر هو في غنى عنه. فعبارة الطبيب لم يأت بعد او لا يصل الا في الفترة المسائية، لها وقع شديد على المسامع. وقد يبرر الممرضون والعاملون في هذا المستشفى بقلة الامكانيات وقلة عدد الاطباء، وهذا صحيح لأن العمليات الجراحية التي تجرى به لا تعتبر خطيرة كانتزاع الزائدة الدودية حول المرضى الى مستشفى ابن باديس بقسنطينة في اغلب الحالات، اضافة الى التحاليل التي توجه الى هناك ايضا، ما يجعل المعني ينتظر مدة طويلة لمعرفة النتائج، وهذا غالبا ما يؤثر على الحالة الصحية، ويؤدي الى مضاعفات كذلك خاص مرضى السرطان. كما يتم التعامل مع الخاص للقيام بالاشعة فجهاز السكانير المتوفر على مستوى المؤسسة لا يتم استغلاله بداعي التعطيل، ولكن هناك مصادر اشارت الى غياب اختصاصيين . وينتظر سكان الولاية بفارغ الصبر، ان يتجسد مشروع انشاء المستشفى الجامعي الذي بدأ الحديث عنه منذ قرابة الاربع سنوات، كي يتخلص المرضى من مشقة السفر الى الولايات المجاورة، ويحصلون على خدمة افضل ومعاملة حسنة في قسم الاستعجالات.