في سؤال حول التّجربة التي خاضها المخرج ياسين تونسي في إخراج مسرحية« أنزار بوغنجة»، والتي أنتجها ولأول مرة مسرح عمومي هو المسرح الجهوي بقسنطينة، وصنعت الفرجة كمسرحية متكاملة من مسرح الشارع في الجزائر، قال في تصريح ل «الشعب»: «إن الفكرة التي كانت تراودني منذ سنوات هي كيف أقدّم عرضا مسرحيا في الشارع ب«الماريونات» (الدمى) ويكون موجها للكبار من جهة ويكون مستوحى من التراث من جهة أخرى، حيث اقتحمنا بها العمل شكلا من أشكال المسرح ألا وهو مسرح الشارع ونعيد إحياءه من جديد. «هذا ما تحقّق بالفعل مع الكاتب أحسن سراج، الذي خاض معي هذه التجربة والتي تحمل إنتاجها مسرح قسنطينة الجهوية ولأول مرة في تاريخ المسرح الجزائري»، يقول المخرج مضيفا: «أن هذه التجربة سجلت عدة نقاط ايجابية، منها أن الجمهور كانت له دائما علاقة وطيدة مع المسرح، حيث تقبلنا وتقبل هذا العرض بشيء ملفت للنظر، كما أن التمرينات التي قمنا بها مسبقا كانت كلها في الشارع وبالاحتكاك مع الجمهور، وبالتالي وبعد تقديم المسرحية على أرض الواقع كان الجمهور قد استحسنها بالفعل، وهو ما يلاحظ حضور أكثر من ألفي شخص من كل الأطياف في العروض الثلاثة التي تم تقديمها أمام مسرح قسنطينة الجهوي، ومن هنا يمكن القول أن التجربة كانت فعلا ناجحة». وعن قابيلة تنفيذ مثل هذه العروض على أرض الواقع، وما يعترض سبيله من مشاكل، قال المخرج: «العرض المسرحي على العموم سواء كان داخل القاعة أو في الشارع في الحقيقة هو صعب التنفيذ، ويبقى مسرح الشارع يتطلب إمكانيات إضافية سواء من حيث الديكور أو الإنارة، وغيرها من الترتيبات الأخرى، ولهذا فلابد أن يموّل من قبل الدولة، لكن يبقى مسرح الشارع وعلى ما أعتقد الشكل المسرحي الأفضل في تقديم الفرجة للجمهور من خلال الاتصال المباشر على أرض الواقع، وهذا هو الهدف المطلوب، كما يبقى لكل مخرج رؤيته الخاصة به، وإن كنت أنا أحبّذ التأثير على الجمهور من خلال «الماريونيت» الموجّهة للكبار، وهذا ما حقّقته في مسرحية أنزار وبوغنجة». وكشف تونسي قائلا: أن «بعد نجاح مسرحية أنزار وبوغنجة، هناك مشاريع مستقبلية أخرى بالتعاون مع المؤلف أحسن سراج، ننتظر تجسيدها على أرض الواقع، وهي تتّصل أساسا بالتراث وبشخصيات من موروثنا الثقافي الزاخر، لكن هذه المرة سنتبع نظرة إخراجية مغايرة تماما لمسرحية بوغنجة، مع تمنياتي أن يتحسّن المشهد الثقافي في بلادنا حتى نحقّق الأفضل».