أطلقت أمس الجمعية الوطنية لترقية الصحة والبحث العلمي »فوريم« حملة تحسيسية ضد المخدرات على طول السنة تحت شعار »من أجل جزائر خالية من المخدرات« بمشاركة سفراء النوايا الحسنة الدكتور فوزي أوصديق، حفيظ دراجي، لطفي دوبل كانون، سليمة سواكري. وتنطلق الحملة من أدرار لتمتد إلى ربوع الوطن حيث ستعرف هذه الولاية افتتاح 20 فضاء ترفيهيا، بالإضافة إلى برنامج ثري يشمل تنظيم سلسلة من النشاطات الدورية في عدة مجالات رياضية وثقافية في مختلف الولايات بالتنسيق مع الجهات الرسمية المعنية. وشدد المتدخلون في النقاش بفندق الجزائر على ضرورة المعالجة الجذرية لظاهرة المخدرات الآخذة في الاستفحال بالجزائر ليس فقط بالاعتماد على التحسيس والتوصيات بل بالعمل الميداني، عبر معالجة الاحباطات النفسية التي يعاني منها الشباب وتوفير الدعم المادي لهم بخلق فرص شغل ومكافحة البطالة، ووضع إستراتيجية لمواجهة كل المخططات التي تهدف لتدمير الشعوب ومنها المجتمع الجزائري بطريقة مباشرة عبر نشر الإدمان على السموم المذهبة للعقول. وكشف مصطفى خياطي رئيس الجمعية الوطنية لترقية الصحة والبحث العلمي »فوريم« بالمناسبة أن استهلاك المخدرات أصبح واقعا ملموسا وسط الشباب الجزائري مرجعا السبب إلى عدم وجود إرادة قوية لمحاربتها ناهيك عن البطالة التي أدت إلى تفاقمها قائلا: أن ما يقارب مليون شباب يتعاطى المخدرات. وأوضح خياطي أن الإحصائيات باتت غير مهمة لأنها دائمة التغيير، مشيرا إلى أن ديوان لمكافحة المخدرات أحصى حوالي 200 ألف مستهلك بين مزمن وظرفي وهو رقم لا يعبر على ما هو في الواقع، داعيا إلى تظافر الجهود لتحسيس المجتمع والاعتماد على السبل الحديثة للإعلام والاتصال للتوجه للمصاب وإقناعه. من جهته دعا فوزي أوصديق عميد سابق لكلية الحقوق ومدير العلاقات الخارجية بالهلال الأحمر القطري ضرورة توسع نطاق التواصل والاتصال مع الشباب مشيرا إلى أن الإحصائيات الرسمية مخيفة جدا وتتنبأ بمستقبل غامض لأنها تضرب أكثر كثافة عمرية بالجزائر. وأوضح المتحدث أن الجزائر باتت تدق ناقوس الخطر بسبب تنامي الظاهرة وتأثيرها في تسارع وتيرة معدل الإجرام في المجتمع مستدلا في ذلك بما تنشره وسائل الإعلام من قصص إجرامية وانحطاط الأخلاق الإنسانية وسط هذه الفئة العمرية أدت بها إلى التورط في حوادث الاغتصاب والسرقة باستعمال مختلف الأسلحة. وحسب أوصديق فهذه الحملة التوعوية والتحسيسية تسعى لتغيير هذا الواقع المرير بمختلف الوسائل المسخرة والوصول إلى أبعد لتشمل فئتي المدمنين والأصحاء الذين لديهم قابلية لدخول عالم الحقن ومهلوسات العقول عبر تخصيص ندوات تتعلق بإبراز مخاطر ومخلفات الاقتراب من شبح المخدرات والانعكاسات السلبية على الجسم والصحة وجميع النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية. من جانبه اعتبر حفيظ دراجي أن مسعى الحملة نبيل جدا كونها تهدف لمحاربة ظاهرة قاتلة استفحلت في مجتمعنا وأخذت أبعادا أخرى، كاشفا عن بعض الإحصائيات التي تشير أن30٪ من الشباب يتعاطون المخدرات من بينهم 13٪ في الوسط الجامعي والثانوي و4٪ في وسط الإناث، مشيرا إلى أن كل مؤسسات الدولة بما فيها المسجد وتنظيمات المجتمع المدني له مسؤولية يتحملها خاصة أن الجزائر أصبحت بلد مستهلك بعد أن كانت بلد عبور. في حين دعت سواكري إلى تشجيع ممارسة الرياضة لمحاربة الآفات الاجتماعية كوسيلة من وسائل التنفيس موضحة أن الشباب بحاجة إلى التكلم والاستماع وليس فقط للتحسيس. ولإنجاح الحملة التحسيسية وقعت الجمعية الوطنية لترقية الصحة والبحث العلمي »فوريم« مع مؤسسة »أليانس« للتأمينات اتفاقية لتمويل عملية إلصاق اللافتات الاشهارية التي تحذر وتنصح بعدم الاقتراب من المخدرات عبر أكبر شوارع العاصمة وبمحاذاة المؤسسات التربوية والجامعات. وأكد حسان خليفاتي المدير العام ل»أليانس« في هذا السياق على أن مساهمة المؤسسة تدخل في إطار مسؤوليتها الاجتماعية باعتبارها شركة مواطنة مثمنا مثل هذه المبادرات وداعيا إلى تظافر الجهود والوعي بالمخطط الذي يهدف إلى تدمير الجزائر ومستقبلها بضرب شبابها.