عودتنا البطولة الجزائرية لكرة القدم دائما، أن حياة المدربين أقصر بكثير من التي يعيشها نظرائهم على رأس نوادي البطولات الأجنبية الأخرى، فبعد الاستقالات والإقالات التي حدثت طيلة ال15 جولة ذهاب الرابطة المحترفة الأولى، حتى تداول على بعض النوادي ثلاثة مدربين في هذه المرة فقط. وقد تداول الأمر في فترة الراحة الشتوية التي تركن اليها النوادي في الوقت الحالي وتحاول التقاط الأنفاس وسد التغيرات والعيوب التي كشفتها المنافسة وسوء الانتدابات والتحضيرات الصيفية. بوعلي فدية الخروج من الكأس رغم أنه حقّق نتائج جيدة مع شبيبة بجاية، منذ أن تولى تدريبها الموسم الماضي وأنهاه في المركز الثاني، إلا أن فؤاد بوعلي أقيل من منصبه، إقالة وإن جاءت بالتراضي حسب ما وصفها مجلس إدارة الفريق ولم ينفها بوعلي، إلا أنها كانت نتيجة الخروجة من الدور ال32 من كأس الجمهورية على يد مولودية الحواسنية الذي ينشط في الأقسام السفلى. صحيح أن الاقصاء على يد هذا الفريق شكّل صدمة كبيرة، لكنه كان القطرة التي أفاضت الكأس، فمنذ بداية الموسم كان الحديث عن مغادرة الشبيبة وكان قاب قوسين أو أدنى في الجولة الخامسة، لكنه تراجع في آخر لحظة وذلك بعد إهداره الكثير من النقاط على ملعب الوحدة المغاربية إلا الجولات الأخيرة، ورغم أنه ترك الشبيبة في مراكز متقدمة إلا أن إقرار الإقالة كان ينتظر تعثرا آخر فقط وهو ما حدث في منافسة الكأس كما يمكن القول إن إدارة الشبيبة كانت تخطط منذ مدة لمرحلة ما بعد بوعلي والدليل هو سرعة تعيين خليفته الفرنسي آلان ميشال ولم تشأ المغامرة في الجولات الأولى حفاظا على استقرار الفريق وهو الذي نجحت فيه، فرغم بعض الهزائم المخيبة وقلة نجاعة الهجوم إلا أنها تمثل المركز الرابع. ولاشك أن الفرنسي آلان ميشال لن يجد صعوبات كبيرة تعيق مهامه على رأس العارضة الفنية للبجاوية فأمامه وقت كافي للتعرف على اللاعين خلال هذا التربص التحضيري ومن تم اختيار التشكيلة والنهج التكتيكي الذي سيطبقه وهو ما لن يعاني منه أيضا، لأن فؤاد بوعلي ترك تشكيلة متجانسة منذ العام الماضي. رئيس جديد ومدرب جديد للنصرية اعترف المدرب سعيد حموش بصعوبة مهمته على رأس العارضة الفنية لنصر حسين داي، وقال بأنه لم يعد يستطيع الكذب على الأنصار لأنه استنفذ كل الحلول والتصورات قصد تحقيق ولو انتصار وحيد، إلا أنه لم يفلح في ذلك واكتفى بخمسة تعادلات وهزيمتين، لذلك قرر رمي المنشفة وترك مكانه لمن بإمكانه إحداث الكيك وانقاذ ما يمكن انقاذه. ويعد نصر حسين داي النادي الوحيد الذي لم يحقق أي فوز لحد الآن ولم يأت تغيير المدربين والتألق بعض اللاعبين بأي شيء ما يبقي بصيص الأمل الوحيد في انتظار ما سيأتي به الرئيس الجديد القديم لإدارة النادي مراد لحلول والذي عرفت النصرية في أوقاته فترات جيدة ينتظر الأنصار ما ستسفر عنه الاستقدامات، خاصة أن أبرز لاعبيها مستهدفون من النوادي الأخرى على غرار التألق بلعمري، وإن كانت الإدارة الجديدة تحاول إنقاذ الفريق حقا من السقوط، فعليها الإبقاء على كل اللاعبين الجيدين وجلب آخرين قادرين على تقديم الإضافة اللازمة.. إيغيل... باق في الشبيبة بعد أسبوع كثرة فيه الحديث عن مغادرة المدرب مزيان ايغيل العارضة الفنية لشبيبة القبائل، ووصل الأمر إلى حد تأكيده بصفة رسمية إلى المعني مزيان ايغيل، ظهر من جديد وأسكت كل الأصوات والتوقعات بشأن رحيله وأشرف على حصة الاستئناف أمسية الخميس، بل وذهب أبعد من ذلك عندما نفى وجود مشاكل بينه وبين إدارة الرئيس محند شريف حناشي حول عملية الاسقدامات. وهذا بعد ما ذكرت بعض المصادر، أن ايغيل غادر تيزي وزو غاضبا بعد مباراة الكأس الأخيرة ضد مولودية باتنة استياءا من أداء اللاعبين مطالبا حناشي بالإسراع في استقدام آخرين، وتقديم الأفضل حتى يحقق الفريق الأهداف التي سطرها. ودون شك سيكون التربص التحضيري للكناري محطة هامة لمزيان ايغيل لترميم وضبط أمور كتيبته الصفراء التي تنتظرها منافسة ضاربة في مرحلة العودة على اللقب.