احتضنت عاصمة الأوراس باتنة فعاليات إحياء ذكرى استشهاد البطل الرمز عزيل عبد القادر البريكي، حيث استحضر الوالي محمدي بطولات الشهيد داعيا أجيال الحاضر خاصة في الوقت الراهن العصيب الذي تمر به الجزائر إلى الاستلهام من المعاني الكبرى للتضحية ونكران الذات، وتبجيل الأرض ووحدة الصف عن أي مصلحة أخرى، قائلا: «فالوطن اليوم ينادينا لنضع اليد في اليد، ونمضي بالجزائر في مسيرة البناء والتشييد لنواصل طريق الازدهار والرخاء». أضاف محمدي أنّ العبر التي يمكن أن نستشفها من مسيرة الشهيد البطل عزيل عبد القادر لا تنضب ولا تفنى لفرْط فيْضِها، حيث نجد في شخصية هذا الرجل تركيبة من النّادرِ أن تتكرر، أين اجتمعت خصال الشجاعة والمروءة والإقدام والتضحية ونكران الذات، من خلال ثورته الجامحة التي وقفت في وجه الاستدمار الفرنسي الغاشم، وهو ما يدل حسبه على السريرة الطيبة والوطنية الخالصة والرجولة المُتدفقة والإيمان العميق والإخلاص اللامتناهي وغير المشروط للوطن. الشهيد البطل عزيل البريكي من بين رجالات الجزائر الأشاوس، الذين ضحّوا من أجل إسترجاع السيادة الوطنية كإخوانه الجزائريين إبان حرب التحرير الوطني، انظم إلى المنظمة السرية الخاصة في شرق البلاد إلى غاية اندلاع الثورة سنة 1954 لينخرط في صفوفها منذ أشهرها الأولى ليلتحق نهائيا بإخوانه المجاهدين في أوائل شهر ماي 1955؛ نظرا لتكوينه العسكري وماضيه النضالي، حيث بقي في الولاية الأولى إلى أواخر سنة 1956 لينتقل بعدها إلى الولاية الثالثة؛ أين عين قائدا لفرقة خاصة من جنود جيش التحرير، وهكذا بدأت كتيبة الباريكي تجوب الأدغال و البراري في سفوح أكفادو ومنحدرات جرجرة وأحراش البيبان وتتحرك عبر سهول الصومام والبويرة و بجاية وغيرها لتضرب العدو في كل مكان وفي كل ساعة، إلى درجة أن العدو قد سمى بعض النقاط في حوض الصومام بنقاط الرعب والفزع، بحيث لا تمر بها قوافله إلا بعد الاستنجاد بالطيران، وذلك خوفا من كمائن الشهيد عبد القادر الباريكي طيّب الله ثراهُ. استشهد عزيل عبد القادر يوم السابع من ديسمبر 1959 خلال عودته من مهمة بتونس بعدَ اشتباك مع العدو الفرنسي خلال اجتيازه مع مجموعة من رفاقه لخط موريس رحمهم الله جميعا. وتجدر الإشارة إلى أنه تم تكريم أخ الشهيد بمنحه عمرة إلى البقاع المقدسة، التي تأتي تزامنا مع منح عمرة لعدد من المجاهدين وأرامل الشهداء من الأسرة الثورية لولاية باتنة في 21 من الشهر الجاري.