أجمع جل المتدخلين، أمس، على عظمة الشهيد عبد القادر عزيل أو كما كان يلقب ب«بندقية الله الشهيرة”، ومكانته وسط سكان قرية أوزلاقن، أين استقر وواصل الكفاح ضد الاستعمار، مؤكدين خلال الندوة التاريخية التي نظمتها بلدية بريكة بالتنسيق مع ولاية باتنة بملحقة جامعة الحاج لخضر، أن عبد القادر الباريكي من طينة الرجال المخلصين، أعطانا درسا في الوطنية بنضاله الذي انتقل من الولاية الأولى إلى الولاية الثالثة لغاية الولاية السادسة، غير أبه للعدو، موجهين رسالة إلى الأجيال الصاعدة ليسيروا على درب أجدادهم الشرفاء ويحافظ على الجزائر التي انتزعت حريتها بدم الشهداء. أبرز مدير المجاهدين باتنة في كلمة ألقاها نيابة عن الوالي الولاية، المكانة العظيمة للشهيد عبد القادر عزيل أو الباريكي والملقب أيضا ببندقية الله الشهيرة أسوة بالصحابي الجليل خالد بن الوليد، لدى الجزائريين قائلا أن ابن الأوراس ظل صداه ساطعا في جبال القبائل ،البابور والبيبان، المسيلة والصحراء، حيث كلفه الشهيد عميروش بمهام صعبة نفذها دون خوف من العدو، مضيفا أن الشهيد من طينة الرجال المخلصين مقدام لا يهاب الاستعمار، صلب في مواقفه، غانما للأسلحة من الحدود التونسية وموزعا للمؤن. وفي هذا الإطار، وصف مدير المجاهدين الشهيد برجل ثورة بامتياز قدم نفسه قربانا لاستقلال الجزائر، قائلا أن ثورة نوفمبر خالدة بتضحيات رجالها. من جهته قال مدير الملحقة الجامعية أن الشهيد عزيل يعد قامة من قامات الجزائر الطويلة وما أكثرها، كان يحمل فكرة الوطن وليس العرش أو القرية، ما جعله يرحل من الأوراس إلى منطقة القبائل، لغاية الجنوب. داعيا إلى الاحتفال بمبادئ وأفكار جيل نوفمبر 1954. وحسب مدير الملحقة الجامعية شريف ميهوبي، فإن فصل الخريف هو فصل الثورات في الجزائر منذ الأزل، وأن شهر نوفمبر يمثل للجزائريين شهر الخلاص، التغيير والتنوير والشهداء، وهو أكبر من أن تدركه الأسطر يحكي مسيرة شعب أصيل تحدى الموت والتقتيل، قصة أبطال وثوار رفعوا راية الجهاد ومتى نودوا كانوا في الميعاد. وقال عبد النور قراوي أن الشهيد أعطى درسا في الوطنية، كان ينظر للجزائريين إخوته، حيث يعجز اللسان عن الكلام عن أمثاله الأبطال. نفس الأمر أكده المجاهد عزي عبد المجيد بقوله أن الشهيد كان السباق في المعارك، وكل الجزائريين يعرفون حجم تضحياته، مشيرا إلى أن الثورة الجزائرية وحدت الشعب الجزائري وهذا ما أوصلنا إلى الانتصار على الاستعمار الفرنسي الغاشم، داعيا سكان بريكة إلى جعل عبد القادر الباريكي رمز الشجاعة والروح الوطنية التي تعد مكسب كبير للجزائريين. وركز الباحث في التاريخ رشيد صديق، في مداخلته على أهمية التاريخ من خلال تسجيله وتوثيقه، وحسبه أن الثورة الجزائرية قضت على الظاهرة الاستعمارية في العالم، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أصدرت قاموس حول الثورة الجزائرية وهو الآن موجود في مكتبة الكونغرس، واصفا الشهيد بأنه المثل الصحيح والناصع لتبادل المجاهدين بين الولاية التاريخية الأولى والثالثة. كما أن النساء أنشدن قصائد شعرية عنه. وأضاف الباحث في التاريخ أن منطقة الصومام معروفة بمحاربتها للإسبان بقلعة بني عباس، ومحاربة الأتراك وبعدها الاستعمار الفرنسي، وهي منطقة لها تقاليد حربية، حيث بحثت عن رجل يحب الحرب فوجدته في شخص عبد القادر البريكي، مشيرا إلى أن العقيد عميروش كان يمنع التبغ والسيجارة عن كل المجاهدين ويسمح للشهيد بفعل ذلك، نظرا للمكانة التي يحظى بها لدى عميروش.