توقع سفير العراق بالجزائر عدي الخير الله، أمس أن تشهد العلاقات الجزائرية العراقية تطورا سريعا، بعد انسحاب القوات الأمريكية من بلاد الرافدين. وقال الخير الله، في ندوة نقاش بعنوان »مستقبل العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية« نشطها بمركز »الشعب« للدراسات الإستراتيجية »أعتقد أن علاقتنا مع الجزائر ستكون أقوى بعد خروج القوات الأمريكية من العراق« مضيفا أن العلاقات الجزائرية العراقية في تطور مستمر، بدليل »وجودي في الجزائر كسفير«. وأردف قائلا: العلاقة بين العراق والجزائر دائما جيدة، وقبل أن تكون علاقة دول وحكومات هي علاقات وجدان بين الشعبين منذ القديم، مؤكدا أن علاقة الدولتين هي الأخرى جيدة، ويطبعها الود والاحترام. ويرى الخير الله، أن العلاقات بين الجزائر والعراق، »يجب أن تكون إستراتيجية وليست عامة خدمة لمصلحة البلدين«. ولم يستبعد ذات المسؤول أن تعاد سفارة الجزائر بالعراق إلى مقرها، علما أنه تم نقلها إلى الأردن بعد الاجتياح الأمريكي للأراضي العراقية. وعلى الصعيد الاقتصادي، قال الخير الله أن الوفد الاقتصادي العراقي الذي زار الجزائر شهر جويلية الماضي، تمكن من اقتطاع موافقة من المؤسسات الجزائرية للتوجه إلى الاستثمار في العراق، معلنا الشروع في إعداد معاملات لتصدير منتوجات جزائرية باتجاه الأسواق العراقية. وأقر الدبلوماسي العراقي، بأن الكثير من المتعاملين الجزائريين لازالوا يتخوفون من الاستثمار في بلاده، نظرا للصور السوداء التي تعمل بعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية على تسويقها حيث تظهر العراق بلدا للقتل والتفجيرات، هو ما يفسر تباطأ الاستثمارات العربية والأجنبية بالمنطقة على حد السواء. من جهة أخرى، وفي رده على سؤال حول وضعية الجزائريين القابعين بالسجون العراقية وإمكانية إعادة النظر في محاكمتهم بعد أن أثارت بعض الجهات عدم عدالة محاكمتهم بسبب إدارتها من طرف أمريكيين، نفى السفير العراقي نفيا قاطعا أن يكون المسجونون الجزائريون قد حوكموا من طرف أمريكيين، واعترف »انه يوجد أشخاص تم اعتقالهم من طرف القوات الأمريكية لكن لم يسمح لها بمحاكمتهم«، قبل أن يضيف، أن محاكمتهم أشرف عليها القضاء العراقي »الذي لم يستثن حتى وزراء من المحاكمة«. وأكد الدكتور الخير الله أن السجون الموجودة بالعراق، تراعى فيها حقوق الإنسان إلى درجة أنه وصفها ب»5 نجوم«، وأن »الجزائريين الموجودين هناك يعاملون كما يعامل السجناء العراقيين«. ووجه دعوة إلى السلطات الجزائرية المعنية للقيام بزيارة إلى العراق للاطلاع على وضع السجناء الجزائريين هناك، داعيا إلى عدم الأخذ بما يقال لأنه لا أساس له من الصحة، على حد قوله.